تنتقل الصناعة البحرية بشكل متسارع من مرحلة إلى أخرى وتزخر بمزيد من التقنيات التي تؤثر بها وتجعلها مواكبة لغيرها من الصناعات ولو بشكل نسبي، ويأتي تحدي إزالة الكربون والرقمنة في الصدارة خاصة بعد اعتماد المنظمة البحرية الدولية في يوليو من هذا العام إستراتيجيتها للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

تظهر هنا كوكبة من الأسئلة حول كيفية مواكبة أطقم السفن لهذه التحديات وتدريبهم على سفن حالية ستلتزم بعد تعديلات تلامس محركاتها وأداؤها، وسفن حديثة تعمل على أنواع جديدة من الأنظمة ووقود مع تقنيات جديدة متاحة أمامهم، تمتد من الغاز الطبيعي المسال، البطاريات، الوقود الصناعي، وغيرها من أنواع الوقود الناشئ مثل الأمونيا والميثانول والهيدروجين.

ماذا أيضا عن التعامل مع التقنيات الرقمية المتقدمة مثل أتمتة المعدات، الأنظمة، أجهزة الاستشعار المتقدمة، الذكاء الاصطناعي، والعمليات عن بعد؟

وماذا عن السفن العاملة بشكل كلي أو جزئي عن بعد ومستقبل الكوادر البحرية وجهوزيتهم للانخراط بتشغيل السفن عن بعد من خلال مراكز التحكم القائمة على البر، وقد أصبح ذلك غير بعيد المنال؟

 

اقرأ أيضاً: كلمة العدد 85: في المهن البحرية: من يراقب ظروف ومعايير التوظيف البحري؟

 

وماذا عن مواكبة المحاكيات لها؟ وهل سيندثر المحاكي التقليدي أمام تقنيات الواقع الافتراضي أو البيئات الرقمية الأخرى عند إجراء التدريب، مع عدم اليقين من مدى جهوزية الكادر التعليمي للتعامل معها؟

بالتأكيد هناك عوامل إيجابية إضافية لهذه التطورات الجديدة والتكنولوجيا المتقدمة على متن السفن حيث ستجعل العمل أسهل على كل الرتب، ما سيجذب بحارة جدد لهذا المجال ويدعم بقاء البحارة الحاليين.

لكن على كل أصحاب المصلحة الرئيسيين في قطاع النقل البحري مثل الجهات التنظيمية، مالكي السفن، المشغلين، المديرين وأكاديميات التدريب تقييم واستهداف أوجه القصور، بشكل استباقي، في المهارات على الأقل بشكل مرحلي في مجال الرقمنة وإزالة الكربون في العقد الحالي لضمان استعداد البحارة للمستقبل. 

 

اقرأ أيضاً: كلمة العدد 84: هل نثق بالذكاء الإصطناعي في الصناعة البحرية؟

 

يمكن إعطاء الأولوية للتدريب على السفن العاملة على الغاز الطبيعي المسال والبطاريات، حيث من المتوقع أن تصبح من الخيارات البديلة الأكثر استخداما في العقد الحالي. ففي الآونة الأخيرة، زاد عدد السفن العاملة على هذه الأنواع الجديدة بشكل كبير، مما يجعل التركيز على أنواع الوقود هذا أمرا بالغ الأهمية.

يمكن للصناعة أن تسد النقص في المهارات وتعزز التطورات البحرية في العقد الحالي باستخدام أساليب تدريب جديدة. في حين قد لا تكون جميع التدريبات مناسبة لوسيلة واحدة، يجب أن تهدف الصناعة إلى الاستخدام الفعال لمجموعة من خيارات التدريب لتحسين إمكانية الوصول وسرعة وعمق المحتوى. قد يتضمن ذلك مزيجا من مكونات التدريب الرقمية والشخصية لتحسين الموارد المتاحة وضمان حصول البحارة على أفضل تدريب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتقنيات مثلVR  وAR تعزيز تدريب البحارة.

إن العمل الذي يتم هذا العقد، والذي سيتم في المستقبل غير البعيد، مهم وتسارعه ملفت يدعم جهود مجتمع النقل البحري لتحقيق هدف الصفر انبعاثات في عام 2050. وبالتالي من الضروري استكمال ذلك عبر تقوية العامل البشري وفهم مكامن وجود الثغرات في الكفاءة، وتحديد مجالات التدريب وتعزيز المهارات الانتقالية والمستقبلية اللازمة للتشغيل السالم الفعال لأنواع السفن التي ستعمل بتقنيات حديثة ووقود جديد وطاقم أقله أن تكون مهاراته متجددة.

القبطان هيثم شعبان

 

اقرأ أيضاً

 العدد 86 من مجلة ربان السفينة

(Jul./ Aug. 2023)

 

أخبار ذات صلة