يركز القطاع البحري على مبدأ السلامة أولا، وتعتبر إجراءات السلامة في كافة الموانئ هدفا تحرص الإدارات على تطبيقه لضمان سلامة العاملين، خاصة أولئك الذين يعملون في المواقع الخطرة.

في أحدث السيناريوهات المتعلقة بإجراءات السلامة، تلقي مجلة “ربان السفينة” الضوء على إحدى الحوادث التي تعرض فيها عامل شحن وتفريغ في الميناء خلال عمليات شحن حاوية للإصابة، بسبب خلل في الأقفال الملتوية Twistlock، وما إذا كانت الإجراءات المتخذة تغطي جميع العاملين في الموقع. الحادثة

في تفاصيل الحادثة، انتظرت سفينة حاويات في الميناء لمدة أسبوع كي تباشر بعمليات الشحن والتفريغ، وحين أصبح الرصيف خاليا، رست السفينة لجهة الميمنة. وكان كبير الضباط موجودا في مكتب الشحن يراجع خطة التستيف، حين دخل المشرف على عمليات الشحن وسلمه خطة الشحن التي ناقشاها بإيجاز.

لم يكن كبير الضباط في مناوبته المعتادة من الساعة الرابعة حتى الثامنة، ولكنه حاول أن يكون متواجدا خلال عملية الشحن بأكملها. كان الضابطان الثاني والثالث في مناوبة ست ساعات خلال تواجدهما في الميناء لمساعدة ومراقبة عمال الشحن، والتأكد من أن الحاويات تم تثبيتها بشكل صحيح وتحميلها وفقا لخطة الشحن. ساعد ثلاثة بحارة أيضا في عملية الشحن بينما كان بحار واحد في نوبته على مدخل السفينة وتحديدا من على سلّمها.

 

اقرأ أيضاً: في العدد 83، تلقي ربان السفينة الضوء على مخاطر العمل داخل عنابر السفن وحولها


كان عمال الشحن والتفريغ يعملون على الرصيف وقد ربطوا الأقفال الملتوية للحاويات بزواياها، قبل أن يتم رفعها بواسطة الرافعة إلى مكانهم على السفينة. وكان مشغل الرافعة يقوم بضبط مواقع الحاويات قبل وضعها فوق بعضها.

في هذا الوقت، كان هناك العديد من عمال الشحن والتفريغ على متن السفينة يقومون بتثبيت الحاويات والتأكد من إقفال الأقفال اليدوية حيث تم استخدامها. كان العمل على قدم وساق في جميع أنحاء سطح السفينة، وقد حاول الضباط والبحارة مراقبة كل ما يحدث، للمساعدة عند الحاجة، واستبدال أي معدات معطلة.

في المساء التالي، كان الضابط الثاني على سطح السفينة يراقب الحاويات التي يتم شحنها في العنبر 3، واستطاع رؤية عمال الشحن والتفريغ واقفين على حاوية في العنبر، وبدا أنهم تمركزوا تحت الحاوية التي كان يتم إنزالها.

في هذا الوقت، سمع صرخة وصوت أحد عمال الشحن عبر الراديو يصرخ وينادي لإيقاف العملية، بينما كان عامل آخر ملقى فوق حاوية.

 

اقرأ أيضاً: لماذا يرفض بعض الناقلون إظهار المعلومات التجارية على بوليصة الشحن؟

 

كانت الحاوية التي تم إنزالها في مكانها بالفعل، لكن مشغل الرافعة توقف، ووجد الضابط الثاني في العنبر أحد عمال الشحن فاقدا للوعي والدماء على رأسه وخوذته المكسورة ملقاة بجانبه. كان هناك أيضا أحد الأقفال الملتوية للحاوية بالقرب من الخوذة. 
عندها اتصل الضابط الثاني بكبير الضباط عبر الراديو وأبلغه عن إصابة عامل بجروح طالبا المساعدة الطبية العاجلة.

فقد عامل الشحن الوعي لفترة وجيزة، وقد اتصل أحد عمال الشحن الأخرين بفريق الطوارئ الخاص بالمحطة، الذي وصل في غضون عشر دقائق وقدم الإسعافات الأولية للعامل أثناء انتظار سيارة إسعاف. وصلت سيارة الإسعاف بعد ذلك بوقت قصير، وتم نقل العامل المصاب إلى المستشفى، الذي تبين أنه يعاني من ارتجاج وندبة على رأسه لكنه لم يصب بجروح خطيرة.

من خلال الإطلاع على تفاصيل الحادثة، فإنه من غير المعروف سبب إطلاق القفل التلقائي لنفسه. يسلط هذا الموضوع مرة أخرى الضوء على أهمية عدم التواجد او الوقوف بالقرب من الأشياء التي يتم رفعها أو إنزالها، حيث كانت المخاطر أكبر بكثير في حال سقوط الحاوية.

الدروس المستفادة
عند مناقشة هذه الحالة، يجب على المشغلين التفكير فيما إذا كانت الإجراءات المتخذة في ذلك الوقت منطقية لجميع المعنيين، ولا بد طرح الأسئلة التالية:

  • ما هي الأسباب المباشرة لهذا الحادث؟
  • هل هناك خطر وقوع هذا النوع من الحوادث على سفينتنا؟
  • كيف كان يمكن تفادي هذا الحادث؟
  • هل لدينا تقييم مخاطر لهذا النوع من العمل؟
  • كيف نتعامل مع شخص يعمل بشكل غير سالم؟
  • هل تم تدريب جميع أفراد الطاقم المعني على كيفية التصرف في مثل هذا الموقف؟
  • هل هناك أي نوع من التدريب يجب أن نقوم به لمعالجة هذه القضايا؟

مجلة ربان السفينة، العدد 84، مارس/ إبريل 2023، قضية العدد، ص. 60

 

اقرأ أيضاً

 العدد 84 من مجلة ربان السفينة

(March/ April 2023)

 

أخبار ذات صلة