باعتبارها هيئة تصنيف يابانية رائدة، تلتزم ClassNK بتوسيع وتطوير خدماتها لدعم أصحاب المصلحة في مواجهة التعقيدات التي يشهدها القطاع البحري. في مقابلة خاصة مع ربان السفينة، يحدثنا Yoichi Iga، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا لـ ClassNK، عن الحاجة الملحة لإطار تشريعي عالمي لتسهيل المضي قدما نحو إزالة الكربون من النقل البحري الدولي، كما يسلّط الضوء أيضا على حرص ClassNK على توسيع وجودها في الشرق الأوسط، نظرا لأهمية هذه المنطقة كقائد محتمل للتحول نحو اعتماد حلول الطاقة النظيفة. بالإضافة إلى ذلك، استعرض Iga مبادرة "رؤية ClassNK حول الوقود البديل"، التي تزود ملّاك السفن بالإرشادات الضرورية المتعلقة بمراقبة انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يبرز حرصها الشديد على دعم الممارسات المستدامة في العمليات البحرية.
ما هي العوامل التي دفعت هيئة التصنيف ClassNK لتوسيع خدماتها ضمن مبادرة "رسم المستقبل"، وكيف تتماشى هذه الخطوة مع التحولات الحالية في القطاع البحري؟
نتوقع أن يتوسع دور هيئات التصنيف بالتوازي مع التحولات التجارية في القطاع البحري، لذلك، تعمل ClassNK حاليا على توسيع خدماتها تحت شعار "رسم المستقبل" لتجاوز مستوى الخدمات التقليدية التي تقدمها هيئات التصنيف، حيث إن رسم المستقبل مع شركائنا يعتبر من أكبر التحديات بالنسبة لنا.
لقد ساهمت هيئات التصنيف في تعزيز مستويات السلامة وحماية البيئة، وتحسين ظروف العمل على متن السفن في الصناعة البحرية على مستوى العالم. وبناء على هذا الإنجاز، بدأت ClassNK في دعم تحول الأعمال البحرية من خلال تقديم شهادات متقدمة. بصفتنا هيئة تصنيف، نقوم بوضع المعايير، ونصدر الشهادات، ونقدم الدعم لمالكي السفن في مواجهة التعقيدات والتحديات التي تواجه القطاع البحري.
كما إن العديد من المبادرات التي نقوم بها مثل تشكيل فريق دعم التشغيل السالم وتخطيط الخدمات التي تدمج التقنيات الجديدة وتدريب الطواقم، تعكس مدى التزامنا بتعزيز السلامة وتحسين العمليات البحرية.
كيف تقيمون مساعي إزالة الكربون من الصناعة البحرية؟ وما هي الخدمات التي تقدمونها في هذا المجال؟
يُعد إنشاء إطار تنظيمي عالمي لتوجيه عملية التحول نحو إزالة الكربون في النقل البحري الدولي أمرا حيويا ومُلحا. وفي هذا السياق، نحث الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية على التوصل إلى اتفاق بشأن هذا الإطار التنظيمي في أقرب وقت ممكن. كما تشير تحليلاتنا لاستراتيجية المنظمة البحرية الدولية المعدلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، التي تم إصدارها في خريف العام الماضي، إلى أن تطوير قدرات إمداد الوقود الخالي من الكربون يعد تحديا حاسما، وسيكون من الضروري القيام باستثمارات كبيرة في هذا المجال.
وبكل الأحوال، لا يمكننا توقع توفر كميات كافية من الوقود الخالي من الكربون في الوقت الحالي، ولهذا، فإنّه من الضروري تنفيذ جميع التدابير المتاحة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة خلال العقد القادم. وقد تشمل هذه التدابير استخدام الوقود الحيوي (مثل الميثانول الحيوي والديزل الحيوي)، وتقنيات توفير الطاقة (مثل دفع السفينة بمساعدة الرياح)، بالإضافة إلى احتجاز الكربون وتخزينه (CCS).
ولتسهيل اعتماد هذه التدابير العملية لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، أطلقت ClassNK مجموعة خدمات شاملة لدعم التحول تحت اسم "خدمات ClassNK لدعم التحول".
ما هي الإجراءات الواجب اتباعها عند اعتماد الوقود البديل؟ وما هي إسهامات ClassNK في هذا الشأن؟
يُعد إدخال الوقود البديل أمرا ضروريا بفعل التوقعات بتشديد التشريعات الخاصة بانبعاثات الغازات الدفيئة في النقل البحري الدولي. ونظرا لتوافر مجموعة واسعة من أنواع الوقود البديل التي يمكن استخدامها على متن السفن، فإنّه من المهم عند القيام باعتماد الوقود البديل، التركيز على اختيار نوع الوقود المناسب بناء على عدة عوامل مثل نوع السفينة وحجمها ومسارها.
بالإضافة إلى ذلك، عند النظر في اعتماد الوقود البديل، يجب فهم طبيعة هذه الأنواع من الوقود، بالإضافة إلى فهم التشريعات والاتجاهات والتكلفة المتعلقة بها. وفي هذا الإطار، تقدم ClassNK شروحات حول هذه المواضيع من خلال مبادرة "رؤية ClassNK حول الوقود البديل"، التي تعد جزءا من مبادرة "خدمات ClassNK لدعم التحول" لدعم عملية اختيار الوقود المناسب.
وبالإضافة إلى تقديم الإرشادات، تتعاون ClassNK بنشاط مع رواد الصناعة لتطوير الوقود البديل، حيث تقوم الهيئة من خلال هذه المشاريع المشتركة بإجراء تقييمات السلامة وإصدار شهادات لدعم المبادرات ذات الصلة.
ويتم استخدام نتائج هذه المشاريع لتوجيه عملية تطوير الإرشادات المصممة لحماية السفن من المخاطر المحتملة المرتبطة بالتقنيات الناشئة، كما تشارك ClassNK في مشاريع تركز على التخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل المشاريع المتعلقة بوقود الأمونيا ووقود الهيدروجين.
ما هي أحدث أنشطة ClassNK ومشاريعها الأخيرة؟
كما ذكرنا سابقا خلال الحديث عن مسألة إزالة الكربون من الصناعة البحرية، بدأت ClassNK بتنفيذ مبادرة "خدمات ClassNK لدعم التحول"، التي تركز على ثلاثة أنواع من تدابير تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وهي: دعم الوقود البديل، دعم تحسين كفاءة الطاقة، ودعم احتجاز الكربون وتخزينه على متن السفن. حيث تم تصميم هذه المقاربة الشاملة لتلبية احتياجات العملاء مع تسهيل اعتماد الحلول المثالية.
وللدعم عند أختيار الوقود البديل، تقدم ClassNK مجموعة من الخدمات التي تشمل مراقبة اتجاهات الصناعة، وضمان تلبية متطلبات السلامة، وتقديم المساعدة عند استخدامه في السفن الجديدة، أو عند إجراء تعديلات لاستخدامه في السفن الحالية، بالإضافة إلى دعم احتياجات التشغيل وتدريب الطاقم، وتسهيل استخدام الوقود الحيوي. كما تؤكد الهيئة على أهمية شهادات الوقود، بما في ذلك شهادة آثار تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والتحقق من القيم الفعلية لتفلّت الميثان في الهواء.
وفيما يتعلق بتحسين كفاءة الطاقة، تقوم ClassNK بتقدير التأثيرات المحتملة لهذه التحسينات وتدعم إدخال التقنيات ذات الصلة. حيث تهدف هذه الخطوات الاستباقية إلى ضمان تمكن مالكي السفن من تنفيذ التدابير التي تساهم في تحسين أداء الطاقة بشكل فعال.
وبالنسبة لأنظمة احتجاز الكربون وتخزينه على متن السفن (CCS)، تقوم ClassNK بمعالجة الاتجاهات ومتطلبات السلامة، وتوفر أيضا شهادات لحجم ثاني أكسيد الكربون الملتقط، مما يضمن الامتثال والفعالية في تقليل الانبعاثات.
وكجزء من جهود دعم هذه الخدمات، نشرت ClassNK تقريرا بعنوان "رؤية ClassNK حول الوقود البديل" لتقديم إرشادات تتعلق باختيار الوقود في المراحل المستقبلية، حيث تم تلخيص خصائص الوقود البديل وأحدث الاتجاهات المتعلقة به بطريقة سهلة الفهم.
وبغض النظر عن هذه التدابير المستقبلية، يجب على مالكي السفن ومديريها مراقبة انبعاثات الغازات الدفيئة في الوقت الحالي، عبر استخدام أداة مناسبة لإدارة الانبعاثات. ولمواجهة هذا التحدي، تقدم ClassNK أدوات مثل ClassNK ZETA لوضع تصوّر لإدارة انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل فعال.
ما هي خططكم للتوسع الدولي خصوصا في منطقة الشرق الأوسط؟
ندرك أهمية المكانة الفريدة التي تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط كمنتج رئيسي للطاقة وكطريق حيوي للتجارة العالمية، كما نعتقد أن المنطقة ستستمر في لعب دور مهم جدا في المستقبل.
فمع تقدم عملية إزالة الكربون حتى في صناعة النقل البحري، ستحظى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بأهمية متزايدة، بغض النظر عن المصادر الرئيسية للطاقة في المستقبل.
حيث إن وفرة الشمس وظروف الرياح الملائمة في المنطقة يعتبران ميزة فريدة لتحفيز استغلال هذه الطاقات المتجددة بشكل فعال. وبينما تتأهب منطقة الشرق الأوسط لقيادة الانتقال نحو مصادر الطاقة النظيفة بالاستفادة من قوتها الجغرافية والمناخية، نركز على رسم ملامح الشرق الأوسط كقائد للتحول العالمي نحو حلول الطاقة النظيفة.
كيف تقيمون أعمالكم في العام 2024؟ وما هي الآفاق التي تطمحون للعمل عليها في المستقبل؟
أهم مشروع لدينا لهذا العام هو مبادرة "خدمات ClassNK لدعم التحول"، حيث يُعتبر دعم عملائنا في إزالة الكربون من خلال هذه الخدمة خطوة مهمة نحو تحويل الصناعة. ومع ذلك، سيكون هناك طلب متزايد على مزيد من مبادرات إزالة الكربون، مثل إدخال اللائحة البحرية للوقود الأوروبي FuelEU إلى حيز التطبيق العملي اعتبارا من العام 2025.
وبناء على ذلك، ستواصل ClassNK تطوير خدمات أكثر شمولية لدعم مالكي السفن وغيرهم من المعنيين، عبر الاستفادة من المعرفة التي اكتسبتها الهيئة خلال عملياتها السابقة.
