ربان السفينة تطرح وجهات نظر متنوعة حول اهمية معدات مناولة البضائع لعمليات الموانئ
تعتبر معدات مناولة البضائع بمثابة العمود الفقري لعمليات الموانئ، والتي تتيح الحركة السلسة للبضائع وبالتالي تدفع بالاقتصاد نحو النمو والإزدهار. وتعد فعالية مناولة البضائع أمرا ضروريا في الصناعة البحرية العالمية اليوم، مما يزيد الحاجة إلى معدات متقدمة تجمع بين الدقة والإنتاجية.
ومع استمرار تطور التكنولوجيا، يقدم رواد الصناعة مثل Konecranes و MacGregor و Liebherr Maritime Cranes حلولهم وابتكاراتهم في هذا المجال، لذا سعت مجلة "ربان السفينة" إلى استكشاف وجهات نظرهم المتنوعة حول دور هذه المعدات في تطور العمليات البحرية، والحلول المبتكرة التي ترسم المشهد العام لنمو معدات مناولة البضائع في الموانئ.
تعزيز الكفاءة والإنتاجية
سهلت معدات مناولة البضائع عمليات الموانئ بشكل كبير وطورتها بشكل باتت تلعب دورا مهما في عمليات تطوير الموانئ ودفع عجلة الاقتصاد. ففي حديثها عن التأثير التحويلي لشاحنات ورافعات مناولة الحاويات، تعتبر Konecranes أن هذه الابتكارات قد أحدثت ثورة في انتاجية الموانئ في جميع أنحاء العالم، مما سهل التعامل السريع مع كميات كبيرة من الحاويات. وباعتبارها شركة رائدة في السوق العالمية، لعبت Konecranes من خلال شاحنات الرفع لديها دورا محوريا في دفع هذا التطور.
وفي السياق نفسه، فإن تركيز شركة MacGregor على تصميم وتصنيع أنظمة مناولة البضائع وتأمينها على السفن، يتماشى مع التزامها بالكفاءة في مجال الخدمات اللوجستية البحرية. يؤكد Arto Toivonen، مدير المبيعات في قسم معدات الربط وحلول تخزين البضائع في MacGregor، أهمية الكفاءة، مشددا على الحاجة إلى حلول سلسة لمناولة البضائع: "من المهم أن تكون معدات مناولة البضائع فعالة على كلا الجانبين، أي يجب أن تكون حلول مناولة البضائع على متن السفن فعالة كما هي في المحطة، وإلا ستزدحم السفن وتتعقد عمليات الموانئ."
هذا ما تؤكده شركة Liebherr Maritime Cranes، مركزة على الكفاءة والتنوع وميزات السلامة لمعدات مناولة البضائع الحديثة والأتمتة والتحكم عن بعد، والاعتبارات البيئية. تعمل معدات Liebherr، بما في ذلك رافعات الحاويات ورافعات الميناء المتنقلة، على تعزيز الكفاءة من خلال السماح بشحن وتفريغ الحاويات والبضائع السائبة والبضائع العامة بشكل أسرع.
وتوضح الشركة: "هذه الكفاءة تعني فترات زمنية أقصر للسفن في الموانئ، وتقليل الازدحام، وزيادة الإنتاجية. أما بالنسبة للسلامة، فإن معداتنا تشتمل على تقنيات متقدمة مثل الأنظمة المضادة للتصادم ومراقبة الحمولة، والتحكم في الثبات لحماية الأفراد والبضائع أثناء العمليات.
وبالحديث عن رافعات الحاويات ذات التحكم عن بعد، فإنها تسمح للمشغلين بإدارة آلات متعددة في وقت واحد، مما يحسن الإنتاجية الإجمالية ويسمح بإمكانية التنبؤ وزيادة الرؤية والتخطيط لعمليات الميناء. كما تساهم التصميمات الصديقة للبيئة وتقنيات خفض مستويات الضوضاء والمكونات الموفرة للطاقة في استدامة عمليات الموانئ، ومع تزايد الوعي البيئي، يجب أن تتماشى معدات مناولة البضائع مع المبادرات الخضراء."
الاستجابة لاتجاهات الصناعة
لقد تطورت هذه المعدات جنبا إلى جنب مع تطوراتالسفن صناعة النقل البحري، وباتت تتوافق بشكل وثيق مع التحولات في هذه الصناعة. وفقا لشركة Konecranes، يعد التخصيص لتلبية الاحتياجات المتنوعة لمحطات الموانئ أمرا بالغ الأهمية. ولهذا السبب تقدم الشركة مجموعة واسعة من نماذج الشاحنات لمناولة الحاويات، والتي تلبي جميع المتطلبات: "تختلف كل محطة ميناء وكل شركة تشغيل عن مثيلاتها ولها متطلباتها الفريدة. تعمل شركة Konecranes بشكل وثيق مع مشغلي الموانئ لتلبية احتياجاتهم المختلفة؛ على سبيل المثال، توفر شاحنات الرفع من Konecranes اليوم أكثر من 80 طرازا مختلفا من الشاحنات لمناولة الحاويات."
من جهة ثانية، تحدد شركة Liebherr Maritime Cranes التطورات الرئيسية في الصناعة مثل الحاويات، وزيادة القدرات، واعتماد الحلول الهجينة والكهربائية، والصيانة القائمة على البيانات، وتوضح الشركة قائلة: "دفع التحول من البضائع السائبة إلى الحاويات القياسية الحاجة إلى رافعات حاويات متخصصة. تعتبر شركة Liebherr من رواد الصناعة المتخصصين في تطوير رافعات الحاويات، مما ساعد على إحداث ثورة في عمليات الموانئ في جميع أنحاء العالم. وفي حين أن الرافعات الحديثة تتعامل مع السفن الكبيرة والأحمال الثقيلة، تتميز رافعات الموانئ المتنقلة (MHCs) والرافعات الجسرية STS لدينا بقدرات رفع مذهلة، مما يتيح التعامل الفعال مع سفن الحاويات الضخمة."
كما أن التزام الشركة بخفض الانبعاثات وتكاليف التشغيل ملحوظ للغاية، من خلال الرافعات الجسرية الكهربائية والهجينة RTG، ورافعات الموانئ المتنقلة. علاوة على ذلك، يضمن تنفيذ الصيانة التنبؤية واستخدام تحليلات البيانات أعلى أداء للمعدات، مع إمكانات المراقبة في الوقت الفعلي لتحديد المشكلات المحتملة ومعالجتها بسرعة، مما يقلل بشكل فعال من وقت التوقف عن العمل ويحسن الكفاءة التشغيلية.
برامج إدارة الموانئ
بالانتقال إلى القضايا الرقمية، هناك العديد من برامج إدارة الموانئ التي تم تطويرها لتلبية الاحتياجات المتنوعة لسلطات الموانئ ومشغلي المحطات.
فقد قامت شركة MacGregor، من بين شركات أخرى، بتطوير برامج مخصصة للحاويات لاستخدامها على متن السفن، وتستخدم الشركة أيضا برنامج MacGregor نفسه في تصميم أنظمة البضائع. يشير Toivonen إلى أن هذا يوفر أساسا جيدا لأتمتة برامج إدارة الموانئ للعمل مع الأنظمة المؤتمتة.
ومع ذلك، فإن التوافق بالنسبة لمستوى النظام ليس هو الأمثل دائما، وذلك بسبب اختلاف البرامج الموجودة على كل من محطات الموانئ والسفن.
ومن هذا المنظور، يتحدث Toivonen عن استعداد منطقة الشرق الأوسط للتكنولوجيات الفعالة، حيث باتت الشركات تركز بشكل كبير على التقنيات الفعالة على متن السفن.
ويضيف: "على سبيل المثال، قامت شركة الملاحة العربية المتحدة UASC التي أصبحت اليوم جزءا من شركة Hapag Lloyd، ببناء سلسلة من السفن بسعة 15000 و19000 بمعدل الحاوية النمطية منذ حوالي عشر سنوات، والتي لا تزال حتى اليوم من بين سفن الحاويات الأكثر كفاءة في العالم."
وفقا لشركة Konecranes، يعد التحكم في معدات المحطات وتحسينه، أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للشاحنات المؤتمتة الموجهة Automated Guided Vehicles، وكذلك للرافعات مثل Automated Rail Mounted Gantry و Automated Rubber Tyred Gantry.
وتوضح الشركة: "في التشغيل عن بعد، من الممكن أيضا التحكم في أولويات الرافعات وإدارتها من حيث ربط أي رافعات بالمكتب أولا. كما تتوفر أيضا إمكانات تحليلية متقدمة لتحديد المعدات التي لا تعمل على المستوى الأمثل وإيجاد تحسينات عامة للعمليات. وفي المحطات التي تعتمد تقنيات مؤتمتة أكثر، يصبح من المهم أيضا الحصول على نظرة عامة كاملة علن العمليات والقدرة على الاستجابة لأي مشكلات على الفور واتخاذ إجراءات استباقية حيثما أمكن ذلك."
تسجل شاحنات الرفع من Konecranes بشكل مستمر البيانات التشغيلية التي تدعم أقصى قدر من السلامة والإنتاجية، مما يعزز الكفاءة التشغيلية والاستدامة. وتتوفر البيانات في تطبيقات الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر.
وفي حديثها عن هذه الحلول في منطقة الشرق الأوسط، تقول Konecranes: "بعض مشغلي الموانئ في الشرق الأوسط هم في طليعة تطبيق هذه التقنيات، والتطورات في هذا الجانب مستمرة، مع التركيز الواضح على السلامة والإنتاجية.
وبما أن المحطات تختلف بشكل كبير في عملياتها واستخدام التكنولوجيا والخدمات، فقد لاحظنا أن العديد من المحطات في المنطقة تنتقل من نهج الصيانة التفاعلية إلى نهج الصيانة الاستباقية وتسعى للحصول على خبرة مصنعي المعدات الأصلية OEMs."
من جهتها، تساهم Liebherr Maritime Cranes بشكل فعال في تطوير برامج إدارة الموانئ أيضا. ومع التأكيد على تطويرها للبرمجيات المتعلقة تحديدا بالرافعات الخاصة بها وتشغيلها داخل بيئة الميناء، تقول الشركة أن التحديات لا تزال قائمة، حيث يتطلب التكامل مع الأنظمة الحالية والأمن السيبراني وإدارة التغيير تخطيطا دقيقا.
مبادرات خفض الانبعاثات
وفي سياق التزام الشركات الثلاث بخفض الانبعاثات في عمليات محطات الحاويات، تسلط كل منها الضوء على تطور تقنياتها التي تعمل على الحد من الانبعاثات.
فقد قدمت شركة Konecranes، الرائدة في تطوير تقنيات مختلفة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من العوادم، حلولا مثل Power Drive لتقليل انبعاثات الكربون بنسبة 15 إلى 25% في عام 2016؛ وفي عام 2018، أطلقت الشركة مفهوم Ecolifting، الذي يتضمن محرك التدفق Konecranes Flow Drive الذي يستخدم تقنية HVT لزيادة نسبة تخفيض انبعاثات الكربون من عمليات المعدات. والآن، ينصب التركيز على التقنيات العاملة بواسطة البطاريات الكهربائية بالكامل.
وبطبيعة الحال، تساهم الشاحنات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات في خفض انبعاثات العادم عند توليد الطاقة الكهربائية المستخدمة لشحن البطاريات بطريقة لا تعتمد على الوقود الأحفوري.
وهنا توضح الشركة: "من المهم النظر في النظام بأكمله. إذا لم تتوفر كهرباء بشكل مستدام تماما، قد يستثمر مشغل المحطة بمحركات ديزل أكثر كفاءة، مثل محرك التدفق من Konecranes الذي يقلل من استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بمحرك الديزل العادي. وبدلا من ذلك، يمكن اعتبار استخدام HVO100 خيارا خاليا من الوقود الأحفوري."
وفي هذا الصدد، تتحدث شركة Liebherr Maritime Cranes أيضا عن التطورات في معدات مناولة البضائع التي تساهم في تقليل الانبعاثات: "نعمل باستمرار على تطوير الأنظمة لدينا بحثا عن المزيد من الكفاءة وتقليل استهلاك الطاقة. لذا نصمم المحركات خصيصا لتكون قادرة على توفير أقصى قدر من العمليات المحسنة. كما تعمل الرافعات الكهربائية والهجينة، على تقليل تلوث الهواء والضوضاء؛ على سبيل المثال، تعمل رافعات RTG والرافعات البوابية ورافعات MHC على تقليل الانبعاثات بشكل كبير مقارنة بالبدائل التي تعمل بالديزل. إن الإدارة الذكية للطاقة، بما في ذلك أنظمة استعادة الطاقة، وأنظمة الطاقة الهجينة، والتوزيع الأمثل للطاقة، تعمل على تعزيز الكفاءة مع تقليل البصمة الكربونية.
هذا ما تؤكده شركة MacGregor، مشيرة إلى أهمية تصميم نظام فعال خاص بالبضائع على متن السفن، وهو ما يعني خفض الانبعاثات في المحطات: "يلعب التطوير في تصميم نظام البضائع على متن السفن دورا محوريا في تقليل الانبعاثات في محطات الحاويات، خاصة مع نمو أحجام السفن بشكل جذري."
ويؤكد Toivonen إن إدخال أقفال ملتوية أوتوماتيكية بالكامل وتصاميم رفع متكاملة، والنظر في ترتيبات أغطية عنابر البضائع، هي أمور تضمن التشغيل السلس لكل من الحمولات الموجودة على سطح السفينة وتلك الموجودة في عنابر البضائع، إلى جانب تنفيذ العديد من تدابير منع التصادم.
ويضيف Toivonen قائلا: "عندما تتميز عمليات الشحن على متن السفينة بالكفاءة والفعالية البيئية، فهذا يعني السلاسة في عمليات المحطة وتحقيق الاستدامة."
التحديات والاعتبارات
يتشارك خبراء الصناعة بوجهات نظرهم المختلفة حول التحديات التي تواجه اعتماد التقنيات الجديدة، والتي تدور في المقام الأول حول الانتقال من الأساليب التشغيلية الموجودة إلى تلك التي تستفيد من العمليات القائمة على البيانات. بحسب Konecranes، فإن تطوير الخدمات المتعلقة بالبرمجيات تتطلب بيانات عالية الجودة وموظفين ماهرين، خاصة عند دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي. أما بعض العقبات الأخرى فهي تنفيذ البرامج داخل الموانئ، والتدريب اللازم لها، ومخاوف متعلقة بالأمن السيبراني.
من جهتها، تؤكد شركة Liebherr Maritime Cranes هذه الفكرة، وتلقي الضوء على العقبات التي تشمل مقاومة التغيير بين الموظفين، مما يؤكد الحاجة إلى التدريب والتواصل. وتضيف: "تبقى حماية البيانات الحساسة أمرا بالغ الأهمية، مما يستلزم اتخاذ تدابير قوية ضد الأمن السيبراني. علاوة على ذلك، فإن دمج البرامج عبر مختلف الأقسام والأنظمة القديمة يستلزم تخطيطا دقيقا للتعامل مع التعقيدات بشكل فعال."
وفي السياق نفسه، تلفت MacGregor إلى تكامل البرامج بين المحطات والسفن باعتباره تحديا رئيسيا يتطلب اهتماما مستمرا، مشددة على الحاجة إلى التعاون بين أصحاب المصلحة في الصناعة لضمان التواصل السلس وقابلية التشغيل البيني بين الأنظمة.
عوامل الإدارة الجيدة
بالنظر إلى أهميتها ودورها الكبير في تنشيط وتطوير عمليات الموانئ، ما هي العناصر التي تساعد على الإدارة الفعالة لدورة حياة معدات مناولة البضائع؟
تذكر Konecranes العديد من العوامل الرئيسية في هذا الصدد، والتي تشمل تتبع البيانات التشغيلية من خلال الحلول الرقمية المتقدمة، وتحليل هذه البيانات لتوجيه القرارات المتعلقة بالخدمة والتكاليف التشغيلية، والالتزام بجداول الصيانة الموصى بها.
من ناحية أخرى، تؤكد Liebherr Maritime Cranes أهمية التصميم الجيد، والصيانة الدورية، والتعديلات التحديثية، ومبادرات الاستدامة طوال دورة حياة المعدات.
أما MacGregor فتلفت إلى التخطيط الشامل وتطوير الإستراتيجية لأنظمة البضائع قبل توقيع عقود بناء السفن، وتسلط الشركة الضوء على ضرورة إبقاء المعدات قادرة على المنافسة ومستدامة طوال عمرها.
ختاما، يؤدي تطوير معدات مناولة الموانئ إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية والاستدامة في العمليات البحرية. لذا يعد التعاون بين قادة الصناعة ومشغلي الموانئ وشركات النقل البحري أمرا بالغ الأهمية للتغلب على التحديات، وضمان التطور المستمر لتكنولوجيا مناولة البضائع.
مجلة ربان السفينة، العدد 91، مايو/ يونيو 2024، موضوع العدد، ص. 16
اقرأ أيضاً | |
|