كشفت Bureau Veritas Marine and Offshore، هيئة التصنيف العالمية الرائدة في مجال خدمات الكشوفات البحرية وإصدار الشهادات، عن خططها الطموحة للسوق السعودية في القطاعين البحري والأوفشور. بفضل تاريخها الذي يعود إلى عام 1828، اكتسبت Bureau Veritas سمعة جيدة لالتزامها بالسلامة والجودة والاستدامة في مختلف الصناعات. وفي السنوات الأخيرة، قامت هيئة التصنيف بتوسيع وجودها بنشاط في الشرق الأوسط، ويبرز تركيزها الاستراتيجي على المملكة العربية السعودية تفانيها في دعم التنمية البحرية والأوفشور في المملكة.

شراكات استراتيجية للنمو المستدام
تتمحور خطط Bureau Veritas للسوق السعودية حول الشراكات والتعاون الاستراتيجي. وتهدف هيئة التصنيف الفرنسية إلى تعزيز العلاقات مع أصحاب المصلحة المحليين، بما في ذلك الهيئات الحكومية والتنظيمية والجمعيات الصناعية والمؤسسات الخاصة. ومن خلال مواءمة خبرتها مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تعزز التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة، تعتزم Bureau Veritas  المساهمة في نمو القطاعين البحري والأوفشور مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة وحماية البيئة.

دعم الامتثال للوائح التنظيمية 
إحدى المجالات الرئيسية التي تركز عليها Bureau Veritas في السوق السعودية هي مساعدة الشركات في تحقيق الامتثال للوائح التنظيمية. ونظرا لأن العمليات البحرية والأوفشور تخضع لأنظمة صارمة بهدف ضمان السلامة والحفاظ على البيئة، ستقدم الهيئة خبرتها في خدمات التحقق وإصدار الشهادات والكشوفات البحرية. ومن خلال توفير حلول الامتثال المصممة خصيصا للإطار التنظيمي السعودي، تهدف هيئة التصنيف الفرنسية إلى تبسيط العمليات لعملائها مع ضمان الالتزام بالمعايير الدولية.

 

اقرأ أيضاً: نساء في العالم البحري يعرضن المطالب الملحة لتعزيز دور المرأة في هذه الصناعة الذكورية

 

تعزيز السلامة وإدارة المخاطر
تعتبر السلامة أمرا بالغ الأهمية في الصناعات البحرية والأوفشور، حيث تتطلب العمليات المعقدة والبيئات الخطرة إدارة مخاطر حذرة. وفي هذا الإطار، تخطط Bureau Veritas تقديم أدواتها المتطورة لتقييم المخاطر وإدارة السلامة للشركات السعودية. تستفيد هذه الأدوات من التقنيات المتقدمة مثل تحليلات البيانات والنمذجة التنبؤية والمحاكاة لتحديد المخاطر المحتملة وتطوير استراتيجيات استباقية للتخفيف منها. ومن خلال دمج هذه الأدوات في عملياتها، يمكن للكيانات البحرية والأوفشور السعودية تعزيز السلامة وتقليل وقت التوقف عن العمل وتحسين تخصيص الموارد.

بناء القدرات ونقل المعرفة
وفي هذا الصدد، تدرك Bureau Veritas أهمية نقل المعرفة في تنمية الصناعة المستدامة. وكجزء من خططها للسوق السعودية، تعتزم هيئة التصنيف التعاون مع المؤسسات التعليمية المحلية ومراكز التدريب المهني والجمعيات الصناعية. ومن خلال مشاركة خبراتها الفنية وتوفير برامج التدريب، تهدف إلى المساهمة في تطوير قوة عاملة ماهرة قادرة على دفع الابتكار والنمو في القطاعين البحري والأوفشور.

وتتوقع Bureau Veritas مجالات نمو قوية في الشرق الأوسط خلال هذه المرحلة، مع توسع وحدة التدريب الآن في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وعمان وقطر. وتجدر الإشارة إلى أنه في وقت سابق من هذا العام، افتتحت الهيئة مقرها الإقليمي الجديد في الرياض في المملكة العربية السعودية، بعد أكثر من 30 عاما من دخولها إلى المملكة. يقدم معهد التدريب التابع للهيئة في السعودية تدريبا عالي الجودة، ومرافق متطورة، وإمكانية الوصول إلى أفضل المدربين الخبراء في مجالاتهم. ويتماشى هذا التوسع بشكل جيد مع الطلب المتزايد على التدريب المتخصص والخبرة في الصناعة البحرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
 
دعم بناء السفن المحلية ومشاريع الأوفشور
وتعد أحد الجوانب الرئيسية لخطط Bureau Veritas Marine and Offshore للسوق السعودية هو التزامها بدعم المشاريع المحلية لبناء السفن ومشاريع الأوفشور. وتستثمر المملكة بنشاط في تعزيز قدراتها المحلية في مجال بناء السفن، مع التركيز على السفن الحربية وسفن الدعم البحري وغيرها من السفن المتخصصة. وعليه، تهدف الهيئة إلى تقديم خبرتها في التصنيف وإصدار الشهادات للتأكد أن هذه السفن المصنعة محليا تلبي معايير الجودة والسلامة الدولية، وبالتالي تعزيز قدرتها التنافسية في السوق العالمية. علاوة على ذلك، بينما تسعى المملكة العربية السعودية للاستفادة من إمكانات الأوفشور لديها، بما في ذلك مشاريع التنقيب عن النفط والغاز والطاقة المتجددة، تعتزم Bureau Veritas تقديم خدماتها للتحقق من صحة وسلامة وامتثال الهياكل والمنصات وتثبيتها بحرا.

 

اقرأ أيضاً: كلمة العدد 87: النافذة البحرية الواحدة: كيف يتحضر القطاع البحري لهذا التحول الرقمي؟


 
الرقمنة والابتكار
وتماشيا مع التركيز المتزايد للصناعة على الرقمنة والابتكار، من المرجح أن تستفيد Bureau Veritas  من التقنيات المتقدمة لتعزيز خدماتها في السوق السعودية. ويمكن أن يشمل ذلك استخدام تحليلات البيانات، وتقنيات الكشف عن بعد، والمنصات الرقمية لإجراء تقييم أكثر كفاءة ودقة للأصول البحرية والأوفشور. ومن خلال تبني الحلول الرقمية، تهدف هيئة التصنيف إلى تبسيط العمليات وتقليل وقت التوقف عن العمل، وتزويد العملاء برؤى في الوقت الفعلي حول حالة أصولهم.

يستفيد التصنيف الرقمي من أحدث التقنيات الرقمية لتجديد نموذج التشغيل لدى BV، ويرتكز إلى ثلاث أمور أساسية: التصنيف ثلاثي الأبعاد، عمليات الكشف عن بعد والعمليات التي تعتمد تقنيات الواقع المعزز، وأنظمة الكشف المحسنة والتنبؤية. يطبق هذا النموذج من BV أحدث الابتكارات على عمليات التصنيف، مثل تقنية التوأم الرقمي، والروبوتات، والأجهزة الذكية، والذكاء الاصطناعي. ويوفر التصنيف الرقمي أسلوبا ذكيا وتعاونيا لتصنيف دورة حياة الأصول الكاملة، مما يسمح للعملاء بتوفير الوقت وتقليل التكاليف وزيادة السلامة وتحسين مراقبة هذه الأصول وصيانتها.
 
التعاون مع الشركاء المحليين
وإدراكا لأهمية التعاون والشراكات المحلية، من المتوقع أن تعمل Bureau Veritas Marine and Offshore بشكل وثيق مع الوكالات الحكومية السعودية والجمعيات الصناعية وأحواض بناء السفن وشركات الطاقة وأصحاب المصلحة الآخرين. يمكن لمثل هذا التعاون أن يسهل تبادل المعرفة، ونقل التكنولوجيا، وتخصيص الخدمات لتلبية الاحتياجات المحددة والمتطلبات التنظيمية للسوق السعودية. 

تؤكد هذه الخطط الموضوعة للسوق السعودية التزام Bureau Veritas Marine and Offshore بتسهيل النمو السالم والفعال والمستدام في القطاعين البحري والأوفشور. ومن خلال الاستفادة من خبرتها العالمية وتصاميم حلولها بما يتناسب مع الاحتياجات الفريدة لسوق المملكة العربية السعودية، تهدف الهيئة إلى لعب دور حيوي في رحلة المملكة نحو تحقيق أهداف رؤيتها لعام 2030. ومن خلال الشراكات الاستراتيجية، ودعم الامتثال للوائح التنظيمية، وتعزيز السلامة، ونقل المعرفة، ومبادرات الاستدامة البيئية، تستعد هيئة التصنيف الفرنسية للمساهمة في الصناعة البحرية والأوفشور المزدهرة في المملكة العربية السعودية.

مجلة ربان السفينة، العدد 87، سبتمبر/ أكتوبر 2023، أخبار بحرية - هيئات التصنيف، ص. 36

 

اقرأ أيضاً

 العدد 87 من مجلة ربان السفينة

(Sept./ Oct. 2023)

 

أخبار ذات صلة