يتزايد وجود المرأة في المجتمع البحري يوما بعد يوم في ظل مبادرات تحسين المساواة بين الجنسين عبر القطاعات، حيث أثبتت البلدان التي تقوم بمبادرات متقدمة للمساواة بين الجنسين أنها تتمتع بنمو اقتصادي متقدم. لمناقشة الموضوع بشكل أوسع، تتحدث Yildiz Bozkurt Ozcan المدير العام لشركة Med Marine التركية المتخصصة في مجال تشغيل وبناء القاطرات، عن تمكين المرأة في هذا القطاع، من خلال تنمية الوعي بشكل أكبر حول التنوع بين الجنسين والمساواة في الصناعة البحرية.

أثبتت بعض الدراسات أن الاستثمار في النساء هو الطريقة الأكثر فعالية لتحسين المجتمعات ونهوض القطاع الخاص. كيف يساهم وجود المرأة في تطوير القطاع البحري؟
أعتقد أن النساء يقدمن وجهات نظر وأساليب فريدة لحل المشكلات. إن وجودنا في الأدوار القيادية يعزز عملية صنع القرار الأكثر شمولا، مما يؤدي إلى حلول مبتكرة لتحديات الصناعة البحرية. 

كما تساهم أساليب التواصل التي تقوم بها النساء في تحسين العمل الجماعي وتبادل المعرفة والتعاون، وهي أمور بالغة الأهمية في البيئة البحرية الديناميكية والمعقدة. إن اهتمامنا بالتفاصيل والالتزام باتباع البروتوكولات والتركيز على إدارة المخاطر يساهم في عمليات أكثر سلامة، وبالتالي يقلل من الحوادث.

ما هي الإجراءات والأنشطة التي يجب على الشركات وملاك السفن القيام بها في عملية "تحسين المساواة بين الجنسين في المجتمع البحري؟"
تتطلب عملية تحسين المساواة بين الجنسين في المجتمع البحري جهدا ثمينا من الشركات وملاك السفن. ولتحقيق هذا الهدف، يمكن اتخاذ العديد من الخطوات والتدابير لخلق بيئة داعمة للمرأة في هذه الصناعة. 

أولا، نحن بحاجة إلى التركيز على توفير فرص متساوية للتدريب والتعليم والتطوير الوظيفي لكل من الموظفين الذكور والإناث. 

ثانيا، نحتاج إلى التأكد من أن التوصيفات الوظيفية والمتطلبات وتقييمات الأداء خالية من التحيز وتركز على المهارات والمؤهلات. بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن إنشاء مبادرات إرشادية لدعم التطوير المهني للمرأة في الصناعة البحرية يعد خطوة هامة جدا. ومن خلال مبادرات التوجيه هذه، يمكننا تقديم التوجيه والمشورة والفرص للنهوض بالموظفات الإناث.

 

اقرأ أيضاً: شركة Med Marine التركية تكشف لربان السفينة عن خطط مضاعفة قدرات البناء في العام 2023

 

ما هي الدوافع التي تجذب النساء للعمل على متن السفن؟
من المحزن أن القوى العاملة للبحارة النساء هي 1.2% فقط حول العالم. لكن، يمكن أن أقول إن العديد من الفرص مثل الأجور التنافسية بالإضافة إلى إمكانية السفر حول العالم وتجربة ثقافات مختلفة يمكن أن تكون دافعا قويا للنساء الباحثات عن المغامرة والتجارب الجديدة. فمن المؤكد أن البحارة يمكنهم تعزيز الروابط والصداقات القوية بين أفراد الطاقم والقطاع البحري، وبالتالي يمكننا التأكيد أن فرص توسيع شبكة التواصل يمكن أن تجتذب النساء أيضا.

ما هي الصعوبات التي قد تواجهها المرأة العاملة في مجال الأعمال البحرية أثناء قيامها بمهامها اليومية؟
ليس من السهل أن تكوني امرأة في هذا العالم الذكوري؛ قد يكون دور المرأة في القطاع البحري أصعب في بعض الأحيان لأنها قد تواجه قوالب نمطية وتحيزات تقوض احترافيتها. 

أعتقد أن الجزء الأصعب يكمن في كسب الاحترام والتقدير من الزملاء، لأن بعض المفاهيم الذكورية حول أدوار الجنسين يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه التحديات.

هل يمكنك أن تخبرينا عن قصة نجاحك التي ساهمت في تمكين مهنتك البحرية؟
منذ انضمامي إلى Med Marine في مايو 2015، عمدت إلى أن أكون مصدر إلهام لتمكين دور كل عاملة في الشركة. تؤكد رسالتي الثابتة أن حدود الموهبة والمهارة والالتزام لا يتم تحديدها حسب الجنس، وأن المرأة تمتلك القدرة على تحقيق نجاح ملحوظ في جميع المجالات، حتى في القطاع البحري المتطلب والصارم.

 

اقرأ أيضاً: كلمة العدد 87: النافذة البحرية الواحدة: كيف يتحضر القطاع البحري لهذا التحول الرقمي؟

 

لعدة سنوات، كنت أشغل وبفخر منصب رئيس مجلس إدارة منظمة شبكة المرأة المهنية Professional Woman Network Organization، وكان تركيزي المستمر على تنمية فهم أكبر للتنوع بين الجنسين والمساواة في الصناعة البحرية. في كل خطوة من رحلتي، سعيت جاهدة لتعزيز ثقافة تدرك فيها المرأة إمكاناتها الكاملة لتغتنم الفرص المتاحة لها. لقد كان التزامي برفع مستوى الوعي حول هذه القضايا المهمة بمثابة القوة الدافعة لعملي، سواء في Med Marine أو داخل المجتمع البحري الأوسع.

ما هي الرسالة التي توجهينها للشابات المترددات تجاه العمل في القطاع البحري؟
يقدم القطاع البحري مجموعة واسعة من الأدوار التي تتجاوز الملاحة البحرية التقليدية، بما في ذلك مجالات مثل الخدمات اللوجستية والعمليات، والإدارة، والهندسة، والتكنولوجيا، والاستدامة البيئية. ويعني هذا التنوع أنه يمكنك العثور على دور يتوافق مع مهاراتك واهتماماتك وتطلعاتك. 

كما أن وجودك في الصناعة البحرية يمكن أن يلهم النساء الأخريات ويمكّنهن من التميز، مما يساهم في استحداث قوة عاملة أكثر شمولا وتنوعا. يمكن أن يكون نجاحك حافزا للتغيير الإيجابي في مجال يهيمن عليه الذكور تقليديا. أخيرا، تذكري أن إمكاناتك ليس لها حدود، وأن الصناعة البحرية تتطور لتصبح أكثر شمولا ودعما للمرأة.

مجلة ربان السفينة، العدد 87، سبتمبر/ أكتوبر 2023، لقاء بحري، ص. 10

 

اقرأ أيضاً

 العدد 87 من مجلة ربان السفينة

(Sept./ Oct. 2023)

 

أخبار ذات صلة