ربان السفينة تسلط الضوء على تعزيز رفاهية البحارة: خدمات الاتصال البحري.. مطلب أساسي
أظهرت الصناعة البحرية مؤخرا استعدادا حقيقيا للاهتمام بأفرادها، من خلال اعتماد أحدث تقنيات الاتصال على متن السفن، مما يضمن رفاهية البحارة الذين بلا شك لديهم الحق في التواصل مع العائلة والأصدقاء، والبقاء على اطلاع دائم بكل ما يحدث حول العالم.
لقد حصل البحارة على الحق في الوصول الإلزامي إلى الإنترنت أثناء وجودهم في البحر، بموجب التعديل الأخير على اتفاقية العمل البحري 2006 MLC في يونيو 2022، ولكن يبقى السؤال حول مدى إمكانية وتكلفة هذه التقنيات.
لا شك أن العمل لفترات طويلة في البحر قد يسبب الانعزال، ويمكن أن يكون لقلة الاتصال بالعالم الخارجي آثار عميقة على رفاهية البحارة، الأمر الذي كان واضحا أثناء فترة جائحة كورونا.
يطرح هذا العدد من “ربان السفينة” تحديات تقنيات الاتصال ورفاهية الطاقم، من خلال استطلاع آراء خبراء الصناعة البحرية، وإلقاء الضوء على واجبات مالكي السفن في الحفاظ على اهتمام البحارة بهذه المهنة. وبهدف تلبية المتطلبات سريعة التطور للنقل البحري الحديث، تسعى الشركات إلى تزويد البحارة لديها بتقنيات اتصال موثوقة وعالية السرعة، وتأمين الحرية في استخدام أجهزتهم على متن السفينة.
نزعة رقمية
يصف Jon Harrison، المدير العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ونائب الرئيس لأنظمة الاتصالات في شركة Intellian، التغييرات الهائلة التي مرت بها الصناعة البحرية مؤخرا، حيث تعمل الثورة التكنولوجية على تغيير ممارسات العمل التقليدية.
Jon Harrison |
“يعتبر هذا الوقت مثيرا لسوق عمل الأقمار الصناعية، وخاصة في التطبيقات البحرية. شهدت السنوات الخمس الماضية ثورة في الصناعة البحرية، مما أدى إلى تطورات في التكنولوجيا مثل الشبكات منخفضة ومتوسطة المدارية الأرضية التي تجعل البيانات أقرب إلى السفن والطواقم. فقد بدأ التطور في الاتصال، الذي تمت مناقشته لسنوات عديدة، يؤتي ثماره من خلال الاستثمار الضخم والابتكار في هذا القطاع.“
فقد جاءت هذه التغييرات، بحسب Harrison، جنبا إلى جنب مع تطور الطلب العالمي غير المسبوق على البيانات المدعومة بالتجارة الإلكترونية والخدمات المتعلقة بالسحابة. ومع ازدياد استخدام تكنولوجيا الإتصال أكثر من أي وقت مضى، فإن الشركات المزودة بهذه الخدمات تستجيب لهذه النزعة الرقمية في جميع مجالات القطاع البحري، سواء لدعم رفاهية الطاقم، أو العمليات التجارية وإدارة الوقود.
وفقا لهذه المعطيات، يعتقد Harrison أن الصناعة على وشك أن تشهد حدوث تطور أكبر: “تجلب التقنيات الجديدة قوة تشغيلية أكبر للسفن للحصول على تجربة أكثر اتصالا وجودة أعلى للبيانات، مما يضمن تحسين رفاهية الطاقم، والصحة الذهنية والمرونة الشخصية بالإضافة إلى العوامل التشغيلية الأخرى.”
وأضاف: “نحن فقط في بداية هذا المنحنى المثير في تطور الاتصالات، ونتوقع أن يستمر في مسار متسارع.“ وفي حين أن رفاهية الطاقم أصبحت ضمن أولويات جداول أعمال مالكي السفن في الوقت الحالي، يقول Harrison إن التكاليف من منظور النطاق الترددي تتناقص بشكل عام، وقد أبرزت الجائحة حاجة المالكين أن يكونوا أكثر تفهما واستدامة مع إمكانية وصول طاقمهم إلى البيانات العالمية والقدرة على الاتصال بأسرهم.
الرفاهية: أولوية
لا شك أن التحول الرقمي قد ألقى بتأثيره العميق على الصناعة البحرية، حيث تجعل التقنيات الحياة البحرية أسهل وأكثر سلامة. بحسب Kurt Harding، الرئيس الإقليمي للموارد البشرية والتطقيم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة Svitzer، أصبحت الرفاهية العامة للبحارة أولوية بالنسبة للمشغلين العالميين، إذا لم تكن كذلك بالفعل خلال عامي 2021 و2022، حيث تكيفت الصناعة البحرية مع ما أثاره الوباء من قضايا إنسانية حول أحوال البحارة.
Kurt Harding |
“انضمت اهتمامات الموارد البشرية الجديدة مثل الصحة الذهنية، وحرية الحركة، والقدرة على جمع الأشخاص على مستوى العالم، والتأمين الطبي، وتوفير بيئة عمل آمنة أثناء أوقات الراحة إلى الأولويات البحرية المستمرة للموارد البشرية لعلاقات الموظفين، والرواتب، والتوظيف كمجالات يملك الطواقم فيها صوت يجب الإستماع له.“ بحسب Harding، فإن الخطوة الأولى للشركات العالمية مثل Svitzer هي قبول وتبني الوضع الطبيعي الجديد لموارد الأفراد وتحديث الموضوعات المهمة للبحارة. “تجاوبا مع هذه الخطوة، أطلقت Svitzer عددا من المبادرات بهدف تحسين رفاهية الطاقم، على سبيل المثال حملة الصحة الذهنية والرفاهية بما في ذلك الوصول إلى الدعم المهني، وهي حزمة جديدة للتأمين الطبي الذي يغطي طواقم العمل خلال فترة إجازتهم.
نبيل بن سوسيه |
من وجهة نظر IEC Telecom، يسلط نبيل بن سوسيه، الرئيس التنفيذي في منطقة آسيا والشرق الأوسط ورابطة الدول المستقلة، الضوء على الأحداث المضطربة التي عصفت بالعالم في الآونة الأخيرة، والتي أبرزت الحاجة إلى الاتصال الدائم، بغض النظر عن مكان حدوث العمليات - على الأرض وفي البحر. “هذا هو الطلب والنموذج الجديد لاتصالات الطاقم على متن السفينة، حيث أعلنت اتفاقية العمل البحري أن الاتصال هو مطلب إلزامي. بالإضافة إلى تلبية هذه المتطلبات، فإن القطاع البحري هو دليل حي على أن توظيف البحارة والاحتفاظ بهم مرتبط بشكل وثيق بتسهيل الاتصالات خلال عملهم.” تشكل هذه التقنيات/الرقمنة الطريق نحو المستقبل الأخضر، والتحسين في العمليات والملاحة واللوجستيات، التي بدورها تؤدي إلى تقليل استهلاك الوقود وإزالة الكربون، مما يجعل الحياة البحرية سالمة ومهيأة للاستدامة والنمو، بحسب بن سوسيه.
أفضل مزيج من الحلول
وبما أن الأمور تتغير بسرعة كبيرة، يقول Tore Morten Olsen، رئيس شركة Marlink للإتصالات البحرية أن هذه الأوقات مثيرة للغاية بالنسبة لشركات مثل Marlink وعملائها، حيث أن التغيير مدفوع بالاتجاه نحو الرقمنة في صناعة النقل البحري والحاجة إلى العمل بشكل أكثر ذكاء، عبر استخدام أدوات جديدة وأساليب جديدة لحل العديد من التحديات، لا سيما إزالة الكربون.
Tore Morten Olsen |
“لطالما تعاملت Marlink مع تحديات الصناعة على أساس أن مالكي السفن بحاجة إلى أفضل مزيج من الحلول؛ فشبكة واحدة لن تلبي احتياجات العمل والطاقم ومتطلبات الامتثال. يتطلب الأمر مزيجا من الخدمات المنسقة بشكل صحيح باستخدام الأدوات الرقمية التي تمكن المالكين من استحداث الكفاءات الآن والتخطيط للمستقبل”، بحسب Olsen، حيث سيتمكن عملاء Marlink قريبا من الاستفادة من أحدث خدمات الأقمار الصناعية للمدار الأرضي المنخفض LEO والتي ستزيد من النطاق الترددي العالي ووقت الإستجابة لملاك السفن.
الاتصال على متن السفن
لا يمكن وصف التغيير الذي حصل على متن السفينة بعد ثورة الإتصالات هذه، وفقا لـHarisson، حيث بات الاتصال على السفن مطلبا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، نظرا للأحجام الهائلة للبيانات التي يتم إنشاؤها باستمرار على متن السفن من خلال الأجهزة التي أصبحت أكثر ذكاء، مما يوفر كفاءات جديدة لعمليات السفن.
وفي هذا الإطار، يقول Harrison: “للاتصال الفوري والمطور على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع تأثير إيجابي بشكل كبير على تحسين رفاهية الطاقم وسلامة أفراده، حيث تمكن الطاقم من التواصل بشكل فعال مع عائلاتهم، والبقاء على اتصال بالعالم، ولديه القدرة للوصول إلى الخدمات الرئيسية كالإستشارات أو الخدمات الطبية. إذا تم الإهتمام برفاهية أفراد الطاقم، فسيكونون بطبيعة الحال أكثر سعادة وصحة، ويؤدون واجباتهم بشكل أفضل وأكثر سلامة.”
التحديات
يواصل Harrison الحديث عن انتشار التقنيات الجديدة التي توفر لمالكي السفن والمشغلين مزيدا من الخيارات، ومع ذلك، فإن تحديد التكنولوجيا التي يجب الاستثمار فيها وما هي المعدات التي يجب وضعها على متن سفنهم، يمكن أن يمثل تحديا جديدا يواجهه البحارة ومالكي السفن. وهنا يوضح Harrison: “ومع ذلك، فإن الشبكات القائمة على المدار الجغرافي الثابت GEO، والمدار الأرضي المتوسط MEO والمدار الأرضي المنخفض LEO لها دور تؤديه، ويمكن أن يكون نهج توفير متطلبات الأجهزة للاستفادة من هذه القدرة معقدا بعض الشيء. لذا فإنه من الضروري فهم أي شبكة اتصال هي الأفضل بالنسبة لسفينتك، بناء على متطلباتها، ليكون الاستثمار في نظام تم تصميمه وبناؤه جاهزا للمستقبل وقادرا على الاتصال بشبكات GEO، MEO و LEO مثل سلسلة NX الخاصة بنا، هو الخيار الأسهل والمنطقي بشكل كبير.”
هذا ما يوضحه Olsen أيضا، حيث أن المزيد من البيانات يعني فهما أوضح لأداء السفينة وحالتها، بما في ذلك البيانات التجارية وبيانات الامتثال وإدارة الطاقم والتدريب والخدمات الترفيهية، مشيرا إلى أن “الحياة في البحر ستمثل تحديا بشكل دائم، ولكن من خلال توفير الاتصال والحلول التي تجعلها أكثر سلامة وأتمتة وأسهل من حيث الاتصال بالأقارب، فإننا سنكون قد حققنا الكثير.“
تحديد الاحتياجات
مع وجود التقنيات الرقمية الجديدة على متن السفن، يعتقد Olsen أن مالكي السفن بحاجة إلى إدراك أن شراء العديد من برامج الاتصال على متن السفينة لن يحل مشكلاتهم، فهم يحتاجون إلى طلب المشورة في تحديد احتياجاتهم الآن وفي المستقبل، وإجراء محادثات مفتوحة مع مزودي خدمات الإتصال مثل Marlink حول كيفية تحقيق ذلك بطريقة تترك مجالا للنمو. يوضح Olsen أن السفن كانت ولفترة طويلة متصلة بالإنترنت بناء على الاحتياجات فقط، إلا أن هذا الواقع يتغير. فقد زاد توافر عرض النطاق الترددي المرن والموثوق بشكل سريع في السنوات الأخيرة، وسيكتسب مزيدا من التعزيز عند توفر خدمات LEO الجديدة. إذ يتيح توفر المزيد من النطاق الترددي للسفن الفرصة للاتصال بإدارة السفينة، باستخدام البرامج المشتركة وتخطيط موارد المؤسسةERP وأدوات التعاون.
“بالنسبة للبحارة، لا يزال التحدي متمثلا في توفير الاتصال والتطبيقات في جميع مناطق العالم، وفق السرعة التي اعتدنا عليها على البر. سيتحسن هذا بشكل كبير مع بدء تشغيل خدمات LEO، التي لا زالت غير منتشرة حاليا، حيث ستكون هذه الخدمة مدمجة مع تقنية Sealink وشبكات 4G و5G الأرضية.”
الاحتفاظ بالبحارة
على الرغم من التحديات، يجب على مالكي السفن أن يضعوا في اعتبارهم أهمية توفير تقنيات الاتصال الصحيحة على متن السفن للبحارة، حيث تواجه الصناعة حاليا نقصا عاما في البحارة الماهرين، وأصبحت رفاهية الطاقم عنوانا مهما لجذب المواهب والاحتفاظ بها.
هنا، يشير Harding إلى مخاطر جادة وحقيقية للغاية في الاحتفاظ بالمواهب وجذبها، وهو تحدي يشمل جميع رتب البحارة، حيث يتوجب على المشغلين الآن أن يهتموا أكثر بكثير من مسألة دفع الرواتب لجذب البحارة المهرة. “يجب أن يتضمن عرض القيمة الإجمالية لأصحاب العمل بشأن التوظيف، توجيها واضحا للإتصالات بالنسبة للموظفين المحتملين، وما يمكن أن يقدموه من دعم معنوي عند الحاجة، والبرامج المتعلقة بالطب النفسي والمبادرات التي تقودها المؤسسات حول صحة الموظفين الذهنية للاعتناء بأنفسهم.“
هذا ما يؤكده Harrison، فقد ساعدت زيادة السلامة والكفاءة والصحة على متن السفن في الاحتفاظ بالطاقم وتوظيف المواهب، مشيرا إلى التحدي المتمثل في العثور على البحارة المهتمين بمهنة طويلة الأجل في القطاع البحري. “ومع ذلك، فإننا نرى أنه كلما زاد الإهتمام ببرامج الإتصال على متن السفينة، تم الاحتفاظ بالطاقم لفترة أطول. وفقا لبحث من Danica Maritime، قام 11% من البحارة بتغيير السفن التي يعملون على متنها في عام 2020، من أجل الحصول على اتصالات ملائمة وإنترنت .“
وهذا ما يشرحه بن سوسيه بشكل مفصل، معتبرا أن الاتصالات الحديثة للطاقم تتجاوز مجرد إرسال بريد إلكتروني أو مكالمة هاتفية، حيث أن الاتصال الرقمي يسهل الآن مجموعة من الاتصالات بما في ذلك: التدريب على متن السفينة في الوقت الحقيقي، بما يتناسب مع أوقات البحارة وتغير أنماط السفينة؛ المساعدة الطبية المتخصصة المباشرة؛ تحسين الاتصال بين الإدارة والموظفين لتحسين دعم الموظفين والاستفادة من التطوير الوظيفي. “بعبارات أخرى، يتوقع البحارة إيجاد خدمات الاتصال على متن السفن، ويريد جيل الشباب التواصل عبر أجهزتهم الشخصية.
في الآونة الأخيرة، توقع تقرير لـ BIMCO نقصا في طاقم العمل بحلول عام 2026. وفي ضوء ما يشار إليه باسم “الاستقالة الكبيرة”، تشتمل العديد من عروض العمل الحالية على ميزة الوصول إلى الإنترنت على متن السفن، وحلول السلامة، وأجهزة الاستشعار الفردية لتنسيق العمل بشكل أفضل وكذلك عمليات نقل المعلومات الصحية في الوقت الفعلي، مما يجعل حياة العمل في البحر تبدو جذابة لأفراد الطاقم الجدد.“
وبينما يختبر مالكو السفن الرقمنة، واعتماد تقنيات جديدة، وتلبية احتياجات الملاحين وتوفير أدوات اتصال كافية، يوضح Olsen أن غالبية عملاء Marlink من مالكي السفن يوفرون الاتصال بالإنترنت دون أي تكلفة يتكبدها الطاقم. القيام بذلك هو وسيلة لدفع الإحتفاظ بالبحارة، حيث يعد جذب الأشخاص المناسبين وتدريبهم استثمارا كبيرا لمشغل السفن.
“من المنطقي تماما منح الطاقم وصولا معقولا إلى الإنترنت كجزء من حزمة التوظيف الخاصة بهم”، كما يقول، “شبكة هجينة تشتمل على VSAT و L-band Backup وخدمة 4G/LTE ، وقريبا خدمات LEO لتوفير المستوى المطلوب من النطاق الترددي والتغطية.”
وفي حين أن طرق الاتصال التقليدية تتراجع، لا يزال العديد من المشغلين العالميين للسفن بعيدين عن مجاراة تطور الإتصالات. “للبقاء في الطليعة، يحتاج المشغلون إلى الاستثمار بشكل أكبر في أدوات الاتصال المناسبة التي تؤثر في الظروف الخاصة للبحارة والحاجة إلى مواكبة أخبار الشركات والعمليات والصناعة، مع الأخذ في الاعتبار أن التواصل مع الطواقم قد تغير بشكل ملحوظ على مدار 24 - 36 شهرا بشكل رئيسي.”
دور الأمن السيبراني
ولكن مع اعتماد الاتصالات، باتت الهجمات السيبرانية تشكل خطرا متزايدا على البحارة ومالكي السفن، بحسب Harrison، موضحا أنه “كلما زاد اتصالنا بالإنترنت، زادت المخاطر بطبيعة الحال. ومن الأمور المهمة التأكد من أن المحطات وأنظمة الاتصال الالكتروني الموجودة على السفن مدمجة بأنظمة الأمن السيبراني. وهذا عامل رئيسي نضعه في الاعتبار في جميع محطاتنا اليوم .“
هذا ما يؤكده بن سوسيه، معتبرا أنه كلما أصبحت السفن متصلة أكثر، ازداد التركيز على الأمن السيبراني. “من ناحية أخرى، فإن الأنظمة ونقاط الوصول هي التي تسبب المشكلات. في بيئة الشركات، تأتي معظم التهديدات الإلكترونية من البرمجيات الخبيثة غير المقصودة من جهاز شخصي. تحل IEC Telecom هذه المشكلة مع نظام إدارة الشبكة OneGate الذي يسمح بفصل الشبكات التشغيلية، وبالتالي، حتى في حالة إصابة أحد الأجهزة، تبقى الأجهزة الأخرى آمنة.”
من ناحية أخرى، يعتمد نجاح تنفيذ الأمن السيبراني على السياسات التي يجب أن تكون مخصصة لكل حالة محددة، كما يقول بن سوسيه. “تختلف احتياجات الأمن السيبراني على متن ناقلة البضائع السائبة عن احتياجات سفن الصيد. على هذا النحو، تحول دور مشغلي خدمات الإتصالات من ممكّنين للخدمة إلى استشاريين، مما يساعد العملاء على الاستفادة من الرقمنة دون التعرض للهجمات الإلكترونية.“
بطبيعة الحال، يجب أن يكون الأمن السيبراني في مقدمة اهتمام شركات النقل البحري، تماما كما هو الحال مع أي شركة تعمل مع العديد من الشركاء وأصحاب المصلحة، بحسب Olsen. ولكن على الرغم من الخطر الذي يمثله عالم الإتصالات في عمليات البحر، فلا ينبغي أن يكون سببا في تقييد الاتصال أو استخدام التطبيقات.
“ما يجب أن يفهمه مالكو السفن أكثر من أي شيء آخر هو أن الرقمنة تعني أن السفينة هي نظام بيئي واحد، يشمل تكنولوجيا المعلومات وشبكات تكنولوجيا التشغيل، وأنهم بحاجة إلى شريك يمكنهم مساعدتهم في معالجة كليهما. من المهم أن يفهم المالكون كيف يمكن للممارسات السيبرانية السليمة أن تمكّن استراتيجيتهم الرقمية، من تدريب الطاقم والممارسات التشغيلية إلى الأنظمة الإلكترونية، مثل أداة Marlink’s CyberGuard Threat Detection التي توفر حاجزا دفاعيا استباقيا ضد الوصول غير المصرح به إلى الشبكة، مما يمكّن الشركات من زيادة تحليلهم والاستجابة للتهديدات السيبرانية، ويضمن الامتثال لأحدث اللوائح وأنظمة الجودة.”
مجلة ربان السفينة، العدد 82، نوفمبر/ ديسمبر 2022، موضوع العدد، ص. 20
اقرأ أيضاً | |
|