أثبتت توربينات رياح بحرية صينية قوّتها وفاعليتها بمواجهة الظروف الجوية الصعبة، في ظل منافسة قوية مع عملاق الطاقة الألماني "سيمنس جاميسا" (Siemens Gamesa).
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خلّف إعصار راغاسا الهائل دمارًا هائلًا في جنوب شرق آسيا هذا الأسبوع، بما في ذلك أسطول الرياح البحرية الصيني.
هذا الإعصار، الذي يُقال إنه الأقوى هذا العام برياح عاتية وصلت سرعتها إلى 270 كيلومترًا في الساعة، مرّ أولًا بالفلبين قبل أن يضرب تايوان ثم الصين، متسببًا في مقتل العشرات.
وسلك الإعصار مسارًا على طول الساحل الجنوبي للصين قبل أن يصل إلى مقاطعة غوانغدونغ، ليُشكّل اختبارًا صعبًا لأسطول الرياح البحرية في البلاد.
توربينات رياح بحرية صينية
في مواجهة إعصار راغاسا، كانت توربينات الرياح البحرية التي صمّمتها شركتا إنفيجن (Envision) ومينغ يانغ (Mingyang) الصينيتان، من بين تلك التي نجت من الاختبار الصعب
وتضررَ العديد من مزارع الرياح البحرية، من بينها المرحلة الثانية من مشروع ميناء هويتشو، الذي يضم توربينات مقاومة للأعاصير من شركة "إنفيجن إنرجي" (Envision Energy) بقدرة 8.5 ميغاواط و14 ميغاواط، بحسب ما نقلته منصة "ريتشارج نيوز" (Recharge News).
وأفادت شركة مينغ يانغ الصينية لتصنيع التوربينات بأن أسطولها المكون من 1345 توربين رياح بحريًا "بقي سليمًا" في مواجهة الإعصار؛ بما في ذلك نموذج أولي لتوربين رياح بحري عائم مزدوج الرأس من طراز "أوشن إكس" (OceanX) بقدرة 16.6 ميغاواط.
وفي مقطع فيديو آخر نشرته "مينغ يانغ" للنموذج الأولي لتوربين "أوشن إكس"، يظهر اهتزازه بسبب قوة الإعصار، ولكن يُقال، إنه نجا دون أيّ ضرر.
وصرّحت الشركة الصينية بأن تصميم توربين "أوشن إكس" يسمح للمنصة بالتحرك بزاوية 360 درجة في اتجاه الإعصار؛ ما يحافظ على محاذاة دورانها مع الرياح، ويقلل الضغط على التوربين، كما يقلل الحمل على الهيكل الداعم بنسبة 40%.أقوى توربين رياح في العالم
هذا ليس أول إعصار هائل ينجو منه طراز "أوشن إكس"، فقد نجا أيضًا من إعصار ياغي الهائل العام الماضي (2024)، إذ تعرَّض التوربين للضرب دون أن ينكسر.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، صمد أكبر توربين رياح عائم أحادي السعة في العالم أمام تأثير إعصار ياغي الهائل، الذي ضرب البلاد بسرعة رياح بلغت ذروتها 139 ميلًا في الساعة.
وأكدت شركة طاقة الرياح الصينية "مينغ يانغ" أن منصتها "أوشن إكس" لم تصمد أمام شدة العاصفة فحسب، بل مثّلت أيضاً دليلًا على موثوقية تقنية طاقة الرياح البحرية في ظل الظروف القاسية، بحسب ما نقلته منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).
وركّبت الشركة مؤخرًا "أوشن إكس" في مزرعة رياح البحرية تشينغتشو الرابعة في يانغجيانغ، بمقاطعة غوانغدونغ الساحلية جنوب شرق الصين.
وتبلغ الطاقة الإجمالية لتوربين "أوشن إكس" 16.6 ميغاواط، وهو توربين مزدوج على شكل حرف "V"، ويمكن لطاقته الإنتاجية السنوية البالغة 54 ألف ميغاواط/ساعة أن تزوّد نحو 30 ألف منزل في الصين بالكهرباء، وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
من ناحية أخرى، أثّرت العاصفة كثيرًا بمحطة طاقة الرياح وينشانغ في الصين، إذ أشارت التقارير إلى أن 6 على الأقل من توربينات الرياح في المحطة قد تضررت بشدة.
ووفقًا للشركة، صُمِّم التوربين لتحمُّل أعاصير الفئة الخامسة بسرعات رياح تصل إلى 161 ميلًا في الساعة (260 كيلومترًا/ساعة)، ولمواصلة توليد الكهرباء وسط أمواج يصل ارتفاعها إلى 30 مترًا.
وتستعمل شركة مينغ يانغ أحدث تقنيات طاقة الرياح البحرية العائمة لدعم التحول العالمي نحو الطاقة المستدامة، بما في ذلك توربين رياح عائمًا متطورًا بقدرة 16.6 ميغاواط (توربين أوشن إكس ثنائي الدوار) ونظامَي ماي إس إي (MySE) بقدرة 5.5 ميغاواط و7.25 ميغاواط.
