جددت الصين والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية، يوم الثلاثاء، دعمها لخطة طموحة تهدف إلى خفض انبعاثات قطاع الشحن البحري، وذلك رغم تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات على مؤيدي الاتفاق.
وكانت المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها قد أقرت مبدئياً في أبريل الماضي «إطار الوصول إلى الصفر الصافي للانبعاثات» (Net Zero Framework - NZF)، وهو أول نظام عالمي لتسعير الكربون في مجال النقل البحري، على أن يتم التصويت على اعتماده رسمياً يوم الجمعة المقبل.
غير أن التهديدات الأميركية بفرض عقوبات وتأشيرات ورسوم على الموانئ ضد الدول التي تدعم الاتفاق، ألقت بظلالها على القمة التي انطلقت اليوم لمناقشة إقراره.
وشهد اليوم الأول من القمة توترات واضحة بين الدول الداعمة للإطار الجديد وتلك المعارضة له، إذ يقضي المشروع بإلزام السفن بتقليص انبعاثاتها تدريجياً بدءاً من عام 2028، أو مواجهة غرامات مالية في حال تجاوز الحدود المحددة.
وقال ممثل الصين أمام الأعضاء إنّ «تحقيق توافق دولي بشأن تنفيذ هذا الإطار أمرٌ أساسي»، مؤكداً التزام بلاده بالوصول إلى اتفاق شامل.
لكي يتم اعتماد الإطار رسمياً، يحتاج إلى موافقة ثلثي الدول الأعضاء الحاضرة والمصوّتة ضمن اتفاقية «ماربول» لمكافحة التلوث، والتي تضم 108 دول.
وكان 63 عضواً قد صوّتوا لصالح المشروع في أبريل الماضي، ويتوقع أن يحافظوا على موقفهم ذاته في التصويت المقبل.
وتقضي الخطة بفرض رسوم على السفن التي تتجاوز انبعاثاتها الحدود المسموح بها، على أن تُستخدم العائدات في مكافأة السفن منخفضة الانبعاثات ودعم الدول الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي.
واشنطن تنسحب وتلوّح بالعقوبات
كانت الولايات المتحدة قد انسحبت من مفاوضات المنظمة في أبريل الماضي، ولم تُعلق على المشروع إلا الأسبوع الماضي، عندما هددت الدول الداعمة له بالعقوبات.
وقال مصدر أوروبي لوكالة فرانس برس إن التهديدات الأميركية قد تؤثر على الدول الأكثر حساسية للنفوذ الأميركي، مضيفاً أن «نتائج التصويت ستكون أكثر تقارباً هذه المرة، مع ارتفاع احتمال امتناع بعض الدول عن التصويت».
اقرأ أيضاً: الرسوم المتبادلة بين أمريكا والصين تصيب سوق الشحن العالمية بالفوضى |
الدول المعتمدة بشكل كبير على قطاع الشحن، مثل الفلبين ودول الكاريبي، ستكون من الأكثر تضرراً من العقوبات الأميركية المحتملة، خاصة في ما يتعلق بتأشيرات الدخول والرسوم.
من جانبه، رفض الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينغيز الرد مباشرة على تصريحات واشنطن، مكتفياً بالتأكيد أنه «واثق جداً» من تمرير التصويت على الإطار الجديد.
اتفاق يصعب التهرب منه
في حال اعتماد نظام التسعير العالمي لانبعاثات الكربون سيصبح من الصعب على أي دولة _حتى الولايات المتحدة– التهرب منه، إذ تتيح اتفاقيات المنظمة للدول الأعضاء تفتيش السفن الأجنبية واحتجاز المخالفة منها أثناء توقفها في موانئها.
يأتي ذلك في وقت غيّرت فيه واشنطن مسارها المناخي منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة في يناير الماضي، إذ وصف سياسات مكافحة التغير المناخي بأنها «خدعة»، وشجع على استخدام الوقود الأحفوري عبر تقليص القيود التنظيمية.