“بيبي مارين” تطلق مرحلة بناء أول سفينة هجينة كهربائية-ميثانولية في تحول تاريخي لصناعة الطاقة البحرية. في تحول استراتيجي يعزز مستقبل الطاقة النظيفة في القطاع البحري، أعلنت شركة Bibby Marine البريطانية عن وضع الكيـل الأول لسفينتها الثورية الهجينة من طراز e-CSOV (وحدة خدمة تشغيلية كهربائية) في حوض بناء السفن Armon بمدينة فيغو الإسبانية.
وتمثل هذه الخطوة بداية فعلية لتشييد أول سفينة في العالم تعتمد مزيجًا بين الميثانول النظيف وتقنية البطاريات لتشغيل المهام البحرية طويلة الأمد، بما في ذلك عمليات صيانة وتشغيل مزارع الرياح البحرية.السفينة التي من المرتقب دخولها الخدمة سنة 2027، صُممت لاستيعاب ما يصل إلى 120 شخصًا، مع القدرة على تنفيذ عمليات التشغيل والصيانة على مدار 30 يومًا في البحر دون إعادة التزوّد.
وتُعتبر قدرات السفينة على شحن أضخم بطاريات بحرية على الإطلاق مباشرة من مزارع الرياح نقلة نوعية، حيث تم تجهيزها بنظام تخزين طاقة بسعة تقارب 25 ميغاواط/ساعة من إنتاج شركة Corvus Energy، إضافة إلى منظومة دفع ديناميكية ومحرّكات طاقة هجينة طوّرتها شركتا Kongsberg وWärtsilä.ويأتي هذا المشروع في سياق توجه عالمي متسارع نحو إزالة الكربون من سلسلة القيمة البحرية، إذ تهدف “Bibby Marine” إلى تقليل الانبعاثات وتعزيز الكفاءة الطاقية في مجال الخدمات البحرية الخاصة بمزارع الرياح، خاصة في ظل الطلب المتزايد على حلول نقل مستدامة في عرض البحر.وقال جوناثان لويس، الرئيس التنفيذي لمجموعة Bibby Line، خلال مراسم التدشين الرمزية: “هذه السفينة ليست فقط إنجازًا هندسيًا، بل تمثل أيضًا تجسيدًا لقيمنا المؤسسية في العمل المناخي والاستدامة. بدأنا رحلتنا نحو السفن الخالية من الانبعاثات منذ عام 2019، واليوم نؤكد للعالم أن الحلول النظيفة ليست ممكنة فقط، بل ضرورية لمستقبل القطاع البحري"
اقرأ أيضاً:أوروبا تعزز استدامة القطاع البحري عبر خطة للاستثمار في الوقود النظيف |
القطاع البحري، الذي يمثل أحد أكثر القطاعات تحديًا في مسار التحول الطاقي، يشهد اليوم ولادة جيل جديد من السفن المصممة للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، مع تعزيز الاستقلالية والفعالية التشغيلية. ويُتوقع أن يشكل مشروع e-CSOV نموذجًا معيارياً يُحتذى به في تطوير الأساطيل الخضراء حول العالم.
وتعد Bibby Marine، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى 1807، من أعرق الأسماء في قطاع الملاحة البحرية بالمملكة المتحدة، وتدير حالياً أسطولاً من سبع سفن، إلى جانب برامج تدريب مهني مخصصة لإعداد الكوادر البحرية المستقبلية.هذا المشروع لا يُمثل فقط نقطة تحول تكنولوجية، بل يُعزز أيضًا مكانة أوروبا، وتحديدًا إسبانيا وبريطانيا، كمركزين رئيسيين لتطوير الحلول البحرية الصديقة للبيئة في العقد القادم.