أهمية استراتيجية لميناء الشيخ صباح للغاز في العقبة ضمن منظومة الطاقة بالمملكة، لما يشكله من دور محوري للحلول السريعة في حال انقطاع غاز الأنبين لأي سبب طارئ.

وتطوير هذا الميناء يتيح شراء شحنات فردية من الغاز المسال خلال وقت قصير، في حال زيادة الطلب أو وجود انقطاعات، في ظل اعتماد الأردن على تلبية جزء كبير من احتياجاته من الغاز على الأنابيب.

سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وخلال لقائه الأحد الماضي وزير الخارجية الكويتي ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالله اليحيا، أكد أهمية تطوير ميناء الشيخ صباح الأحمد الصباح للغاز الطبيعي.

وتملك الميناء شركة تطوير العقبة وتديره شركة الكهرباء الوطنية من خلال مقاول فرعي، ويتضمن جميع التسهيلات اللازمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، ويشكل خيارا بديلا لمواجهة أي انقطاع أو عدم كفاية التزويد بالغاز الطبيعي.

وكانت شركة تطوير العقبة وقعت مع ائتلاف لشركات عالمية في آب (أغسطس) الماضي، اتفاقية لتطوير ميناء الشيخ صباح الأحمد الصباح للغاز الطبيعي المسال بالعقبة بكلفة 125 مليون دولار، تضمنت إنشاء وحدة تغييز شاطئية، إضافة الى أعمال التطوير على ميناء الغاز الطبيعي الحالي، علما أنها أنشأت هذا الميناء في العام 2015، بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية.

وقال مدير عام الشركة اللوجستية الأردنية للمرافق النفطية م. حسن الحياري: "إن ميناء الغاز ساهم في وقف نزيف خسائر شركة الكهرباء الوطنية نتيجة انقطاع الغاز المصري، حيث أتاح استيراد الغاز الطبيعي المسال من مصادر أخرى".

اقرأ أيضاً: تطوير العقبة توقع اتفاقية لتطوير ميناء الشيخ صباح الأحمد الصباح للغاز الطبيعي المسال بكلفة 125 مليون دولار

كما أعطى وجود الميناء، بحسب الحياري، الصناعات وقطاع الكهرباء في الأردن فرصة لاستيراد هذا الغاز مباشرة من أي مصدر يرغب فيه، إلى جانب دوره في إتاحة المجال أمام الأردن للاستفادة من انخفاض أسعار الغاز في الأسواق العالمية، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة.

وشرح الحياري أهم توجهات تطوير الميناء، مبينا أنه يهدف إلى خفض الكلف التشغيلية بنسبة 40 %، حيث سيتم استبدال وحدة التخزين وإعادة التغوير العائمة FSR بوحدة تخزيين على اليابسة FSU، بدلا من كونها على ظهر السفينة.

بمعنى، استبدال السفينة العائمة المستأجرة حاليا من خلال إنشاء وحدة لتحويل الغاز المسال إلى صورته الطبيعية.

وتصل الطاقة الاستيعابية للميناء حاليا، بحسب الحياري، إلى 500 مليون قدم مكعبة وهي كافية لتلبية احتياجات المملكة لتوليد الكهرباء والصناعات، مع إمكانية رفعها إلى 715 مليون قدم مكعبة يوميا في الحالات الطارئة.

وقال الحياري: "إن الميناء جعل الأردن جزءا من منظومة شبكة الغاز الإقليمية، حيث يتيح تصدير الغاز للدول المجاورة عند الحاجة من خلال الاستفادة من شبكة خط الغاز العربي".

وقالت وزارة الطاقة والثروة المعدنية إن ميناء الغاز الطبيعي المسال (ميناء الشيخ صباح) يعد من المشاريع الحيوية والاستراتيجية في المملكة لتعزيز أمن التزود بالطاقة من خلال تنويع مصادر التزود بالغاز الطبيعي لمواجهة اي حالات انقطاع من مصادر التزويد عبر الأنابيب، وذلك استدامة لتلبية احتياجات المملكة من الغاز الطبيعي.

وأضافت الوزارة أنه ضمن جهود الحكومة الرامية لتعزيز البنية التحتية للطاقة وتقليل الكلف التشغيلية لميناء الغاز المسال، يتم حالياً السير في مشروع تطوير ميناء الشيخ صباح للغاز المسال في العقبة من خلال استبدال باخرة الغاز العائمة (FSRU) ببناء وحدة تغييز شاطئية واستئجار وحدة تخزين عائمة (FSU) وذلك لتقليل التكاليف الثابتة لميناء الغاز الطبيعي المسال على شركة الكهرباء الوطنية وذلك انسجاماً مع ما ورد في رؤية التحديث الاقتصادي. علما بأن احتياجات المملكة من الغاز الطبيعي يتم تغطيتها من 4 مصادر متاحة للغاز الطبيعي منها مصدرين عبر الأنابيب، وغاز الريشة المحلي  و الغاز المسال عبر سفينة التغييز العائمة في العقبة.

اقرأ أيضاً: شراكة استراتيجية لدعم تطوير شركة الجسر العربي للملاحة

بدوره، قال الباحث في شؤون الطاقة عامر الشوبكي: "الميناء ساعد على تكامل منظومة أمن التزود  بالطاقة في الأردن، فرغم وجود عقود طويلة الأمد للتزود بالغاز عبر الأنابيب، إلا أن هذا الغاز قد ينقطع لأي سبب أو لظروف طارئة ليست بالحسبان. لذلك كان لا بد للأردن من تأمين مصادر أخرى للتزود بالغاز الطبيعي المسال، ومع وجود هذا الميناء اصبحت حلقة التزود بالطاقة محكمة مع وجود السفن العائمة في الميناء".

كما يؤكد وجود الميناء في المدى الطويل استدامة منظومة الطاقة في الأردن خصوصا مع خطط لبناء مستودعات ومحطة التغويز الأرضية في هذا الميناء، مع استمرار قدرته على استقبال سفن الغاز الطبيعي المسال، لتقليص تكاليف الاستيراد، بحسب الشوبكي.

من جهته، اتفق المدير العام الأسبق لشركة الكهرباء الوطنية د. أحمد حياصات مع سابقه بخصوص أهمية الميناء، في تعزيز أمن الطاقة وتوفير الكلف.

وبين أن الميناء يستقبل الغاز المسال الذي يمكن تحويله إلى الحالة الغازية، من خلال محطات التغييز وضخه في خط الغاز الطبيعي بسهولة إلى مراكز الاستخدام في محطات توليد الكهرباء.

وكانت شركة تطوير العقبة قالت في وقت سابق: "إن مشروع تطوير ميناء الشيخ صباح للغاز الطبيعي يمثل نقلة نوعية في منظومة الموانئ بالعقبة وتطويرها وتحديثها وفق أعلى المعايير العالمية الناظمة لهذا القطاع، ويهدف إلى الإبقاء على خيار استيراد الغاز الطبيعي المسال والمستخدم لأغراض توليد الطاقة الكهربائية وتزويد الصناعات كخيار استراتيجي في حالات انقطاع أي من مصادر التزويد الحالية، مع تحقيق وفر مالي على تكاليف إنتاج الطاقة الكهربائية".

وكان مجلس الوزراء، وافق في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على استكمال الإجراءات المتعلقة بتنفيذ عطاء تطوير ميناء الغاز الطبيعي المسال في العقبة.

ويسهم تطوير ميناء الشيخ صباح للغاز المسال في توفير فرص استثمار للشركات الأردنية، تلبية احتياجات الصناعة من الغاز الطبيعي، خفض تكلفة تشغيل ميناء الغاز المسال، خفض تكلفة إنتاج الكهرباء وإتاحة المرونة لشركة الكهرباء الوطنية في التعامل مع الحالات الطارئة.

المصدر: أخبار الغد

 

اقرأ أيضاً

 العدد 94 من مجلة ربان السفينة

(Nov/ Dec. 2024)

 

أخبار ذات صلة