صفقات ضخمة لتوسيع الأسطول الخليجي من ناقلات النفط والغاز لتلبية الطلب العالمي المتزايد
يشهد أسطول ناقلات الغاز والنفط في الخليج العربي، منذ بداية العام الجاري (2024)، توقيع عمالقة النفط بالمنطقة العديد من الصفقات الضخمة لشراء وبناء وتأجير ناقلات جديدة، وسط العمل على زيادة تنافسية القطاع، وتحديث وتوسعة الأسطول.
واستحوذ قطاع الغاز على غالبية الصفقات الجديدة للناقلات، لتلبية الطلب المتزايد عليه عالميًا، بالتزامن مع قيام دول المنطقة، بقيادة السعودية والإمارات، بتطوير موارد الغاز، خصوصًا النوع غير التقليدي، إلى جانب توسعة حقل الشمال في قطر.
ويمتلك عمالقة النفط الخليجي أسطولًا من ناقلات الغاز والنفط يعدّ ضمن الأكبر عالميًا، ويسهم في نقل الوقود إلى دول العالم وتعزيز أمن الإمدادات.
وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) أبرز الصفقات التي أبرمها قطاع نقل النفط والغاز الخليجي منذ بداية 2024، التي شملت ناقلات جديدة ضخمة ضمن الأكبر عالميًا، وبمحركات صديقة للبيئة.
الصفقات القطرية الأكبر عالميًا
وقّعت شركة قطر للطاقة منذ بداية 2024 العديد من صفقات ناقلات الغاز المسال، إحداها تعدّ الأكبر عالميًا، في إطار برنامج الشركة التاريخي لتوسعة أسطولها إلى 128 ناقلة، وهو ما يتزامن مع المشروع العملاق، التي تنفّذه في حقل الشمال.
وكانت أحدث تلك الصفقات توقيع عملاقة الغاز القطرية اتفاقية لبناء 6 ناقلات غاز طبيعي مسال متطورة من طراز كيو سي-ماكس، مع مؤسسة الصين الحكومية لبناء السفن.
ومن المقرر أن تصل سعة ناقلات الغاز إلى 271 ألف متر مكعب لكل منهما، لتكون الأكبر عالميًا، على أن تُسَلّم بين عامي 2028 و2031.
وتضاف ناقلات كيو سي-ماكس الجديدة إلى 18 ناقلة أخرى تعاقدت عليها الشركة في أبريل/نيسان الماضي، ليصبح عدد الناقلات من طراز كيو سي-ماكس التي طلبتها قطر للطاقة 24 ناقلة، بتكلفة 8 مليارات دولار.
وفي أبريل/نيسان 2024، وقّعت الشركة عقدًا لبناء 18 ناقلة غاز طبيعي مسال متطورة من فئة كيو سي-ماكس، بسعة تصل إلى 271 ألف متر مكعب للناقلة الواحدة، لتكون الأكبر عالميًا فيما يتعلق بالسعة، ومن حيث حجم الطلبية في صناعة السفن.
ومن المقرر بناء ناقلات الغاز الجديدة، والبالغة قيمتها 6 مليارات دولار، بحوض هودونغ-جونغوا لبناء السفن في الصين، ومن المخطط تسليم 8 ناقلات خلال عامي 2028 و2029، والباقي في عامي 2030 و2031.
وفي السياق نفسه، وقّعت الشركة اتفاقيات تأجير طويلة الأمد مع 3 شركات من مالكي السفن لتشغيل 9 ناقلات غاز مسال متطورة، من فئة كيو سي-ماكس، وتصل سعة الناقلة إلى 271 ألف متر مكعب.
ووفقًا للاتفاقيات، تتولى مجموعة التجّار الصينية تشغيل 4 ناقلات، وستشغّل مجموعة شاندونغ البحرية 3 ناقلات أخرى، بينما تشغّل شركة الصين لشحن الغاز الطبيعي المسال ناقلتين.
وجاءت ناقلات الغاز المسال هذه ضمن 18 ناقلة من فئة كيو سي-ماكس قيد البناء في حوض هودونغ-جونغوا، وهناك 12 ناقلة أخرى من الحجم التقليدي قيد البناء، ومن المخطط تسليم أولى هذه الناقلات هذا العام.
وكانت قطر قد أعلنت في مارس/آذار الماضي استكمال توقيع عقود تأجير طويلة الأجل لـ104 ناقلات من الحجم التقليدي التي تصل سعتها إلى 174 ألف متر مكعب، وهو ما يشكّل أكبر برنامج لبناء وتأجير ناقلات الغاز في تاريخ الصناعة على الإطلاق.
الصفقات الإماراتية بمحركات تدعم البيئة
شهدت الإمارات توقيع صفقات عالمية ضخمة لبناء ناقلات غاز وإيثان وأمونيا، وتعمل بمحركات منخفضة الكربون، لتسهم في نقل الوقود المتوافق مع البيئة، وتدعم تحول الطاقة.
وفي مطلع يوليو/تموز 2024، أرست شركة أدنوك للإمداد والخدمات عقودًا لبناء 8 إلى 10 ناقلات جديدة للغاز الطبيعي المسال على شركة سامسونغ للصناعات الثقيلة، وشركة هانوا أوشن الكوريتين، بتكلفة تبلغ 9.2 مليار درهم (2.5 مليار دولار).
وحصلت الشركتان الكوريتان على عقود مؤكدة لبناء 4 ناقلات لكل منهما، مع خيار بناء ناقلة واحدة إضافية، ومن المخطط تسليم ناقلات الغاز في 2028، على أن تؤجّر إلى الشركات التابعة لمجموعة أدنوك لمدة 20 عامًا.
ومع انضمام الناقلات الجديدة، سيرتفع أسطول أدنوك للإمداد من 14 إلى 22 ناقلة غاز مسال على الأقل، وفق البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المقرر أن تبلغ سعة ناقلات الغاز المسال الجديدة نحو 174 ألف متر مكعب لكل منها، وستعمل بمحركات تعدّ الأقل استهلاكًا للوقود وإنتاجًا لانبعاثات الكربون.
كما تتميز باستعمال نظام التكييف المصمم لتقليل تبخُّر شحنات الغاز المسال خلال نقلها، وأنظمة مخصصة لتوجيه الغاز المتبخر نحو المحركات، بما يعزز كفاءة استهلاك الوقود ويُقلل استهلاكه، وكذلك نظام لمراقبة الانبعاثات، وأنظمة تخزين للحدّ من انبعاثات الميثان.
ومن جهة أخرى، أرست شركة إيه دبليو للملاحة، في يوليو/تموز الماضي، عقدًا لبناء ناقلات إيثان وأمونيا عملاقة على حوض "جيانغ نان" الصيني لبناء السفن، بصفقة بلغت قيمتها 7 مليارات درهم إماراتي (1.9 مليار دولار).
وشركة إيه دبليو للملاحة هي عبارة عن مشروع مشترك بين شركة أدنوك للإمداد والخدمات، ومجموعة وانهوا للصناعات الكيميائية، ويعود تأسيسها إلى عام 2020.
وتضمَّن العقد بناء 9 ناقلات إيثان عملاقة بتكلفة 5.1 مليار درهم إماراتي (1.4 مليار دولار)، بالإضافة إلى ناقلتين عملاقتين للأمونيا بتكلفة 900 مليون درهم (250 مليون دولار)، وخيار بناء ناقلتين عملاقتين للأمونيا بالسعر نفسه.
ومن المقرر تسليم ناقلات الإيثان الجديدة بين عامي 2025 و2027، وتصل سعة الناقلة الواحدة إلى 99 ألف متر مكعب، لتكون ضمن الأكبر في العالم، وستجهَّز بمحركات تعمل بالوقود المزدوج الموفر للطاقة، أي بالإيثان أو الوقود التقليدي.
بينما ستحصل الشركة على ناقلتي الأمونيا خلال عامي 2026 و2028، وتصل سعة كل منهما إلى 93 ألف متر مكعب، لتكون ضمن الأكبر عالميًا، ومن المقرر تجهيزها بمحركات تعمل بغاز النفط المسال أو الوقود التقليدي.
وتوقعت الشركة الإماراتية أن تحقق إيرادات تصل إلى 14.7 مليار درهم (4 مليارات دولار) خلال المدة التي تغطيها عقود ناقلات الإيثان العملاقة لمدة 180 عامًا، إذ ستُستعمل بموجب عقود تأجير لمدة 20 عامًا.
اقرأ أيضاً:قطر للطاقة تدشن ناقلة الغاز الطبيعي المسال ريكس تيلرسون |
صفقة سعودية لشراء ناقلات نفط عملاقة
وقّعت الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري) اتفاقية لشراء 9 ناقلات نفط خام عملاقة مع شركة "كابيتال ماريتايم آند تريدينق كوربوريشن".
وجاءت الصفقة البالغة قيمتها 3.75 مليار ريال سعودي (1 مليار دولار) في إطار إسراع الشركة السعودية لتحديث أسطولها البحري، لتعزيز وجودها ضمن كبار مالكي ناقلات النفط الخام العملاقة عالميًا.
ومن المستهدف أن تمكّن الصفقة شركة البحري من التخلص من السفن المتقادمة ضمن أسطول الشركة، وزيادة تنافسية أسطولها البحري من الناقلات الصديقة للبيئة والأكثر حداثة.
وتمتلك "البحري" أسطولًا ضخمًا يصل إلى 40 ناقلة نفط عملاقة، لتكون من بين أكبر 4 شركات عالميًا تملك وتشغّل ناقلات النفط الخام العملاقة.
وتعدّ الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري) هي الناقل الحصري للنفط المبيع من شركة أرامكو، بالإضافة إلى عقود طويلة الأجل مع مستأجرين، من ضمنهم شركة أس- أويل الكورية.
المصدر: الطاقة
اقرأ أيضاً | |
|