افتتاح مشروع ميناء الفاو الكبير نهاية عام 2025

فتح خطوط تجارة عالمية وربط الدول ببعضها لنقل البضائع

العراق يعوّل على تعزيز إيراداته الداخلية من هذه المشاريع

يستعد العراق لخطوات توسعية كبيرة للإنفتاح على التجارة العالمية ضمن خطة التنويع الإقتصادي للبلد. وتسعى وزارة النقل العراقية متمثلة بالشركة العامة لموانئ العراق، إلى ترسيم مستقبل واعد للقطاع التجاري للعراق، حيث يأتي مشروع ميناء الفاو الكبير، المتوقع افتتاحه نهاية عام 2025، في أعلى قائمة المشاريع التي تتسم بطابع عالمي دولي كبير يحتاج اتفاقيات وتفاهمات على مستويات دولية. يحدثنا مدير عام الشركة العامة لموانئ العراق المهندس فرحان الفرطوسي عن تفاصيل المشاريع التطويرية في العراق، التي اعتبرها في طور نقلة نوعية على مستوى التجارة المحلية والعالمية.

بداية نود الحديث عن الشركة العامة لموانئ العراق والمشاريع المقرر تنفيذها.

تعدّ وزارة النقل متمثلة بالشركة العامة لموانئ العراق في طور نقلة نوعية على مستوى التجارة المحلية والعالمية، حيث يمضي العراق بتنفيذ خططه لدخول السوق العالمية، وذلك بدءا من مشروع ميناء الفاو الكبير؛ وهذا المشروع هو قيد الإنجاز في مرحلته الأولى التي تحتوي على خمسة أرصفة، بالإضافة إلى محطة الحاويات الأولى بطاقة تبلغ 2.4 مليون حاوية سنويا.

وفي هذا الصدد، بدأت اللجان المختصة بوضع مخططات ودراسات لإنشاء خمسة أرصفة جديدة للحاويات، مكملة للأرصفة الخمسة الأولية المقرر تسليمها لوزارة النقل في شهر أكتوبر من هذا العام.

هناك مشاريع تكميلية وتطويرية ضمن مشروع ميناء الفاو الكبير، منها ما يتعلق بالمصفى، البتروكيماويات، الحديد والصلب، التي لا تزال قيد التخطيط. وفي هذا الصدد، هناك أيضا محطة للغاز سارعت اللجان المختصة بوضع مخططات لها من أجل اختيار المنفذ الأفضل من الشركات العالمية المتخصصة بتنقية الغاز.

النفق المغمور هو أيضا ضمن مشاريع الفاو الكبير، وهو فكرة جديدة في الشرق الأوسط تتضمن 10 قطع إسمنتية، كل قطعة بطول 125م وعرض 32م تسمح بمرور الشاحنات على ثلاثة خطوط في كل جهة. هناك طريق سريع بطول 62 كلم يربط ميناء الفاو باتجاه الحدود مع الكويت ومنطقة قضاء السفوان الحدودية.

لا شك أن إنشاء ميناء كبير كهذا يحتاج أعماقا كبيرة، لذا هناك مشروع آخر يتعلق بالأعماق. وقد تعاقدت إحدى الشركات الأجنبية مع وزارة النقل والشركة العامة لموانئ العراق لحفر الأعماق على 3 مراحل: واجهات الأرصفة، وحوض الميناء، والقناة الملاحية بعمق 19.8 متر.

أما مشروع "طريق التنمية"، فهو أحد المشاريع المهمة أيضا الذي وصل إلى مراحل متقدمة من العمل؛ وهو المشروع المكمل لميناء الفاو الكبير. ومن حيث التقدم في هذا المشروع، فقد اكتملت المخططات وبدأت فحوصات التربة وإزالة العوائق من أمام مسارات طريق التنمية. الهدف من هذه المشاريع ليس استيراد البضائع للعراق أو التجارة المحلية فقط، بل أيضا نقل البضائع من آسيا باتجاه أوروبا مرورا بتركيا. نلمس اهتمام جميع الدول العربية والأوروبية بهذا المشروع، إلى جانب اهتمام الشركات اليابانية والتركية والصينية والإماراتية والكورية والإيطالية لتنفيذ مشاريع ميناء الفاو الكبير وطريق التنمية.

تأتي هذه الخطوات الكبيرة للتوسع والإنفتاح على التجارة العالمية كخطة لعدم اعتماد العراق على الإقتصاد الريعي، فاقتصاد العراق يعتمد على مصدر واحد وهو النفط. اليوم ومن خلال هذه المشاريع التوسعية، بدأ العراق يفتح آفاق التجارة العالمية التي نضعها من ضمن الأمور المهمة مستقبليا. وهذا حال الدول في المنطقة التي تحاول التوسع وفتح خطوط تجارة عالمية وربط الدول ببعضها لنقل البضائع.

متى تتوقعون التشغيل الأولي لميناء الفاو الكبير؟

كمرحلة أولى بخمسة أرصفة للحاويات، نتوقع افتتاح الميناء نهاية عام  202، وستشهد بداية عام 2026 عمليات التشغيل .وقد وضعت وزارة النقل والشركة العامة لموانئ العراق خططها للبحث عن المشغل الأفضل، من خلال زيارات إلى سنغافورة والصين وشنغهاي وتركيا والإمارات، لتشغيل ميناء الفاو الكبير كمحطة عالمية جديدة في الشرق الأوسط تطل على الخليج العربي.

ترسم هذه المشاريع صورة واعدة جدا لمستقبل العراق. كيف ترون أهمية هذا المشروع ودعم الدولة للنهوض به وباقتصاد العراق؟

تبدي الدولة اهتماما كبيرا بهذا المشروع، خاصة من قبل رئيس الوزراء، حيث يقوم بزيارات ميدانية بشكل فصلي، بالإضافة الى المتابعة اليومية والأسبوعية والشهرية بواسطة التقارير، للإطلاع على نسب الإنجاز. ولا شك أن الدعم المادي، والسياسي والإقتصاري الذي وفره رئيس الوزراء قد ساعد كثيرا في النهوض بكافة المشاريع، إلى جانب حشد الرأي العام الداخلي والخارجي لدعم مثل هذه المشاريع. يعوّل العراق كثيرا على تعزيز إيراداته الداخلية من هذه المشاريع وعدم اعتماده على مصادر النفط فقط.

كيف تلتمسون ردة فعل المشغلين العالميين حيال هذا المشروع؟ وما أهمية التحالفات بالنسبة لميناء قيد الإنجاز؟

لا شك أن التعاون وتبادل الخبرات والتفاهمات حول عمل ميناء الفاو الكبير هو على صعيد دولي كبير، فنحن ماضون بمشروع دولي يحتاج إلى تفاهمات دولية. هناك تبادل للمصالح والتجارة ما بين دول المنطقة والعراق، ما نعتبره أمرا مهما وتكميليا لنجاح ميناء الفاو الكبير والموانئ الأخرى لتكون حلقة واحدة تستفيد منها كافة الأطراف وأصحاب المصالح. وعليه، تؤمن الحكومة من خلال وزارة الخارجية العلاقات الدولية والتنسيق اللازم مع أصحاب المحطات الكبرى واللاعبين الكبار في العالم. الآراء إيجابية حول هذا المشروع ونلتمس اهتمام الجميع، حيث أن هناك منافسة كبيرة فيما يخص طرح الأفكار والخطط واستلام تشغيل ميناء الفاو الكبير.

اقرأ أيضاً:الرئيس التنفيذي للعمليات عبد الرحمن الشامي: APM Terminals Bahrain... نحو اعتماد الطاقة النظيفة 100% في 2024

ما هي المراحل التالية من المشاريع المقررة؟

سيتم الإعلان عن المشغل لميناء الفاو الكبير خلال هذا العام، وقد باشرنا بالمرحلة الثانية من المشاريع وباتت المخططات والمعالم واضحة حول كيفية التشغيل والتمويل. ونحن بصدد التفاهمات مع الشركات الكبرى حول المراحل الأخرى المتعلقة بإنشاء أرصفة للبضائع السائبة وأرصفة خاصة للنفط والغاز وأرصفة للمثقلات.

كيف تصفون مشاركة الشركة العامة لموانئ العراق في معرض Breakbulk Middle East هذا العام؟

تحتّم علينا خطط العراق للدخول في التجارة العالمية الإنخراط بالمعارض العالمية والتواصل مع جميع الشركات. ورغم أن هذه المشاركة الأولى لنا في هذا المعرض، فقد تفاجأنا بالإهتمام الكبير من قبل الشركات المتخصصة بالتجارة والنقل حول تفاصيل المشاريع التي نقوم بها. لا شك أن هذه المشاركة والتفاعل والتواصل مع الشركات الأخرى هي ضمن أهداف الحكومة العراقية، التي نراها تتحقق واحدا تلو الآخر. فقد بدأ حلم ميناء الفاو الكبير يتحقق، وتحوّل مشروع طريق التنمية من مشروع نظري إلى مشروع عملي حقيقي، ونحن فخورون جدا بهذا التقدم الذي نحرزه.

مجلة ربان السفينة، العدد 90، مارس/ أبريل 2024، موضوع العدد، ص. 14

 

اقرأ أيضاً

 العدد 90 من مجلة ربان السفينة

(Mar./April 2024)

 

أخبار ذات صلة