تمضي شركة APM Terminals Bahrain وهي جزء من A.P.Moller-Maersk العالمية، والمشغل لميناء خليفة بن سلمان في البحرين، في مشاريعها التطويرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بواسطة الطاقة الشمسية، بإستراتيجية تهدف لتحقيق رؤية المملكة 2040، التي تشمل استخدام الطاقة النظيفة في البحرين.

في مقابلة أجرتها "ربان السفينة" مع الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة APM Terminals Bahrain عبد الرحمن الشامي، أكد مساعي الشركة لجعل ميناء خليفة بن سلمان أول ميناء في الشرق الأوسط يعتمد على الطاقة النظيفة بنسبة 100% في عملية تشغيل مرافق الميناء، ومن المتوقع الإنتهاء من هذا المشروع في النصف الثاني من 2024.

يحدثنا الشامي عن عدد من الخطط التطويرية التي من المقرر تنفيذها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة والتي تتضمن تخفيض وقت مكوث السفن في الموانئ بنسبة 30%، الأمر الذي يتيح زيادة حجم المناولة بالسعة الموجودة، تزامنا مع الإستمرار بالتطوير من خلال اعتماد التكنولوجيا وأتمتة عمليات الموانئ.

في البداية، نود أن نتحدث عن مسيرتك المهنية.
بدأت العمل في القطاع البحري منذ 19 عاما في شركة قناة السويس للحاويات مقرها مصر وهي تابعة لـ APM Terminals. انتقلت بعدها أي منذ 11 عاما إلى البحرين حيث توليت مناصب عدة، من مدير إجراءات العمليات ورئيس الامتياز، وصولا إلى منصبي الحالي وهو الرئيس التنفيذي للعمليات والذي توليت مهامه عام 2020.

ما هي رؤية الشركة من حيث الموقع الذي تحتله على مستوى الخليج العربي والعالم؟
تعتبر APM Terminals Bahrain من أهم شركات الموانئ في المنطقة على مستوى الإنتاجية وكفاءة العمليات، ولا شك أنها تحتل المركز الثاني بعد يوكوهاما اليابان من حيث الفعالية في أداء الرافعات. تشغل الشركة الموانئ المتطورة متعددة الأغراض وهذا ما يجعلنا محط أنظار قطاع الموانئ والمحطات، حيث تعتبر APM Terminals Bahrain أول من تطبق أنظمة الطاقة الشمسية، ورقمنة الأصول، ونظام التعرف البصري للحاويات عبر الرافعات Crane OCRs. تملك الشركة القدرة على الإستثمار بأي مبادرة لتطوير عملياتها بشكل مستمر، وهذا هو التزامنا بالأداء العالي الذي يرتقي إلى توقعات الحكومة.

ماذا في تفاصيل مشروع الطاقة الشمسية لعمليات الميناء؟
نفتخر بالعمل على مشروع الطاقة الشمسية الذي سيتم تشغيله بشكل رسمي في النصف الثاني من عام 2024. وعليه، ستكون APM Terminals Bahrain المشغل لأول ميناء في الشرق الأوسط يعتمد على طاقة نظيفة بنسبة 100% في عملية تشغيل مرافق الميناء.

يأتي هذا المشروع إلى جانب عدد من المشاريع التي نعمل على تنفيذها، جزء منها يتوافق مع رؤية المملكة 2040 التي تشمل اعتماد طاقة نظيفة بنسبة 100% في البحرين، وجزء يتوافق مع رؤية شركة AP Moller Maersk، والذي يتضمن الاستثمار في أسواق السفن والموانئ. أما عام 2026، فمن المقرر أن يشهد محطة مهمة لنا على صعيد مشروع المعدات المتخصصة الذي سيتم على مراحل عديدة، وذلك بهدف تجهيز البنية التحتية والتأكد من تنفيذ تفاصيل المشروع وفقا للمعايير البيئية. وفي مشروعنا لاعتماد المعدات الموفرة للطاقة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بواسطة الطاقة الشمسية، فقد بدأنا في مجال إضاءة الموانئ باستخدام التقنيات الموفرة للطاقة، (إضاءة LED). 

كيف تقيّم أداء الشركة خلال عام 2023؟
كان عام 2023 مليئا بالتحديات بسبب الأوضاع التي طرأت على القطاع البحري. فقد انتقل الميناء من مرحلة استيعاب متوسط 25 الى 38 سفينة حاويات، إلا أن هذه الزيادة أتت من دون توسيع القدرة الاستيعابية للميناء، حيث حافظنا على قدرتنا الإنتاجية من خلال تصغير حجم السفن، وذلك بسبب التغييرات الكبيرة في خطوط النقل، ودخول عدد كبير من السفن عليها.

مؤخرا، ضمت الشركة تكنولوجيا جديدة الى الميناء وهي OCRS وTruck Alignment System، وكأي تكنولوجيا جديدة، تحتاج الشركة إلى بعض الوقت للتأقلم مع التغيرات التي تفرضها التقنيات الجديدة بهدف الحفاظ على مستوى الإنتاجية. 

وفي وجه هذه الصعوبات، تمكنا من توفير أكثر من 1000 ساعة من وقت مكوث السفن في الموانئ أي تخفيض بنسبة 18%، الأمر الذي بدوره عمل على توفير تكاليف ملاك السفن. مقارنة بالأعوام السابقة، ومع تصغير حجم السفن خلال هذا العام، تمكنا من تطوير الأداء وإدخال تكنولوجيا جديدة وزيادة الكفاءة لدى الشركة.  

كيف تصف المنافسة مع الشركات الأخرى المشغلة للموانئ؟
على صعيد الخطوط الملاحية، هناك عدد من التحالفات التي تهدف إلى مواجهة تحديات القطاع والاستفادة من القدرة الاستيعابية للأطراف المتعاقدة. وهذا جانب ليس ببعيد عن قطاع الموانئ، حيث بدأت عدد من الشركات الكبيرة بتطبيق هذه الخطوة، الأمر الذي يعكس أهمية مشاركة القدرة الاستيعابية للموانئ بين بعضها بهدف مواكبة عجلة التطور والتصدي للتحديات، خصوصا في وجه الأحداث التي نشهدها اليوم. 

بالنظر إلى المستقبل القريب، من المتوقع أن تتغير السوق وسيتبين الكثير من الأمور خلال عام 2024، خاصة وأن الأحداث ستفرض عددا من الوقائع على القطاع البحري.

ما هي أهمية الإستثمار بالكوادر البشرية ومواكبة تطوير مهاراتهم؟
العنصر البشري هو العامل الأساسي، ولا يمكن تحقيق التطور التكنولوجي من دون تجهيز الطاقم وتدريبه. لذلك لا بد من تعريف أفراد الطاقم بإمكانياتهم وتسليط الضوء على طرق تطويرهم، لأن التحديات القادمة ستكون صعبة ولا يمكن أن ننكر حقيقة أن الجائحة قد غيرت طبيعة العمل وشكل الوظائف. فلا شك أن تطوير الطاقم بشكل مستمر هو أمر أساسي أمام واقع القطاع البحري المتغير.

اقرأ أيضاً:إي بي إم تيرمينالز البحرين: مورين بانرمان مديراً تنفيذيًا إبتداءً من إبريل 2021

ما هي رؤيتك لعام 2024؟
بحسب رؤيتي الشخصية، سيكون هناك تحديات في عام 2024، خاصة على صعيد أحداث البحر الأحمر والتي تؤثر بشكل كبير على القطاع البحري. وهنا يتوجب على الميناء أن يكون جاهزا لمواجهة أي أمر طارئ. من الخطط الموضوعة، سنعمل على تخفيض وقت مكوث السفن في الموانئ بنسبة 30%، الأمر الذي يتيح زيادة حجم المناولة بالسعة الموجودة.

نحن مستمرون بعمليات التطوير واعتماد التكنولوجيا، حيث نعمل على أتمتة عمليات الموانئ من خلال حلول Gate Automation والتي تعتبر نقلة نوعية تساهم في زيادة حجم المناولة، والقدرة الاستيعابية للمحطة من 16 الى 24 ساعة. لا شك أن هذه الحلول ستحتاج لبعض الوقت كي تنضج وتصبح جاهزة على مستوى المنطقة.

• تخفيض وقت مكوث السفن في الموانئ بنسبة 30%
• تخفيض وقت مكوث السفن في الموانئ بنسبة 30%
• أتمتة عمليات الموانئ من خلال حلول Gate Automation
• تحقيق رؤية المملكة 2040 في استخدام الطاقة النظيفة في البحرين

 

مجلة ربان السفينة، العدد 90، مارس/ أبريل 2024، لقاء بحري، ص. 12

 

اقرأ أيضاً

 العدد 90 من مجلة ربان السفينة

(Mar./April 2024)

 

أخبار ذات صلة