تستعد عدد من الخطوط الملاحية العالمية لزيادة نصيبها من السفن الجديدة، وهو الأمر الذي أصبح تنافسيا بين كبرى الخطوط للاستحواذ على الحصة الأكبر عالميا في تملك السفن.

وفي هذا الصدد أعلنت شركة النقل الفرنسية CMA CGM عن  طلبات البناء الجديدة القوية ومشتريات السفن المستعملة، والذي يتكون أسطولها من 625 سفينة بقدرة 3.49 مليون حاوية مكافئة، ومخطط أن تصل طاقتها بسفن بنحو 4.7 مليون حاوية بحلول عام 2026.

واعتبارا من شهر يوليو الجاري يبلغ سجل طلبات الخطوط الفرنسية 35.5% من سعة الأسطول الحالية للشركة.

«Evergreen» تطلب سفنا جديدة بالاتفاق مع مجموعة «سامسونج»
وفي نفس السياق أعلنت اليوم شركة “Samsung” للصناعات الثقيلة عن العقد الرسمي مع Evergreen لبناء 16 سفينة حاويات تعمل بوقود الميثانول، سعة 16000 حاوية مكافئة.

وتبلغ قيمتها حوالي 3.99 تريليون وون كوري (3.11 مليار دولار) ، وهي الأكبر على الإطلاق لعقد بناء سفن واحد مع حوض بناء السفن.

ونجحت سامسونج للصناعات الثقيلة في توسيع سفن الوقود البديلة من الغاز الطبيعي المسال إلى الميثانول من خلال هذا العقد وتتوقع زيادة قدرتها التنافسية في سوق السفن الصديقة للبيئة في المستقبل، ومن المقرر تسليم السفن بحلول ديسمبر 2027.

وطلبت شركة Evergreen ما مجموعه أربعة وعشرين سفينة جديدة تعمل بنظام الميثانول سعة 16000 حاوية مكافئة.

 

اقرأ أيضاً: انخفاض الطلب على السفن العاملة بالغاز المسال في 2022

 

ويتم وضع عقد السفن الثمانية الجديدة الأخرى مع Nihon Shipyard في اليابان وستكلف جميع السفن الجديدة الـ 24 مجتمعة 5 مليارات دولار.

طلبات جديدة لشركة “Maersk”
وفي نفس الإطار فقد أكدت شركة Maersk طلبًا من 6 سفن حاويات متوسطة الحجم مزودة بمحركات مزدوجة الوقود قادرة على العمل على الميثانول الأخضر في مجموعة Yangzijiang لبناء السفن ومقرها سنغافورة، والتي ستبني ست سفن سعة 9000 حاوية مكافئة.

ومن المقرر أن يبدأ تسليم السفن التي تعمل بالميثانول في عام 2026، ومن المتوقع أن يتم تسليم آخر سفينة في مارس 2027، وجميعها مزودة بمحركات مزدوجة الوقود مما يجعلها قادرة على العمل على كل من زيت الوقود والميثانول.

في عام 2021 طلبت شركة النقل البحري الدنماركية أول سفينة حاويات في العالم مزودة بالميثانول، وبعد ذلك بعامين، من خلال طلب 6 سفن إضافية، أصبح لدى شركة ميرسك الآن 25 سفينة مزودة بالميثانول عند الطلب.

في وقت لاحق من هذا الصيف، أعلنت الشركة أنه سيتم تسليم أول سفينة مزودة بالميثانول، وهي سفينة تغذية بحجم 2100 حاوية مكافئة، إلى شركة النقل التي تتخذ من كوبنهاغن مقرًّا لها.

ومن المتوقع أن تحل السفن الجديدة محل السعة الحالية في أسطول ميرسك.

وقالت الشركة، في بيان لها مؤخرا أن استبدال السفن في قطاع مماثل الحجم، ستعمل السفن الجديدة على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية لشركة ميرسك بنحو 450 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًّا على أساس دورة حياة الوقود عند العمل على الميثانول الأخضر.

 

اقرأ أيضاً: خط ملاحي بحري بين الأردن وأمريكا لتعزيز حركة الصادرات

 

خطة شركة هيونداي الكورية HMM
كما تخطط شركة هيونداي الكورية HMM ، أكبر شركة خطوط بحرية في كوريا الجنوبية، لطلب تسع سفن حاويات تعمل بالطاقة 8000TEU  الميثانول ، ودعت شركة Hyundai Heavy Industry و Samsung Heavy Industry و Daewoo Shipbuilding وغيرها من شركات بناء السفن الكورية لتقديم عطاءات.

ومن المقرر أن يتم تسليم هذه السفن في الفترة من 2025 إلى 2026، حيث من المقرر أن تعمل السفن بوقود الميثانول.

قال متحدث باسم HMM إن الطلبات الجديدة هي جزء من استراتيجية التطوير المتوسطة والطويلة الأجل للشركة، أي بحلول عام 2026، سيزداد حجم أسطول HMM من 820 ألف حاوية مكافئة إلى 1.2 مليون حاوية مكافئة.

خبير: الخطوط الملاحية كانت قد أوقفت برنامج الإحلال والتجديد لمدة 5 سنوات بداية من 2016
وحول الطلبات الجديدة للسفن من قبل الشركات العالمية والخطوط الملاحية، أكد أحمد الشامي الخبير الملاحي، أن الخطوط الملاحية العالمية أجلت خططها قرابة 7 سنوات بدأت منذ عام 2016، وذلك بسبب التباطؤ العالمي في هذا الوقت، إضافة إلى استمرار التأجيل خلال فترة كورونا.

وأوضح أنه بعد إنكشاف أزمة كورونا زاد الطلب العالمي على النقل البحري، بما جعل تلك الخطوط تعمل على مراجعة خططها، إضافة إلى ما يعرف بخطة الإحلال والتجديد، علاوة على الاشتراطات البيئية التي تصدر من الحين والآخر باستخدام سفن صديقة للبيئة ومنخفضة في الانبعاثات الخاصة بها.

وأشار الشامي إلى أن الخطوط الملاحية حققت خسائر فادحة قبل عام 2019، وهو ما جعلها تقوم برفع اسعار النوالين بنسب وصلت إلى 226% حسب التقارير الرسمية، وحققت على إثر هذا وفورات مالية ضخمة أدى إلى زيادة الايرادات الى نسب غير مسبوقة.

وأكد أن الخطوط الملاحية قررت مراجعة برنامج الاحلال والتجديد الخاص بها من ناحية، واستغلال الوفورات المالية التي حققتها من ناحية أخرى، إضافة إلى أن معظم تلك الطلبات تتوافق بيئيا مع الاشتراطات الجديدة، علاوة على أن الخطوط تسعى إلى أن تكون دائما مستعدة لزيادة الطلب على النقل البحري مرة أخرى والمتوقع أن تكون خلال العام المقبل.

وأوضح أن الأزمة الروسية الاوكرانية كانت سببا رئيسيا في تراجع الطلب على النقل البحري، بالاضافة الى تحول معظم النفط الروسي إلى دول أخرى، وتذبذب سوق نقل الحبوب من الدولتين اللتين تعتبرا من الأسواق الرئيسية في تجارة الحبوب عالميا.

المصدر: جريدة المال

 

اقرأ أيضاً

 العدد 85 من مجلة ربان السفينة

(May/ June 2023)

 

أخبار ذات صلة