عمليات الهرب والاختباء في دفة السفينة: ما الإجراءات المتبعة للمتسللين على متن السفن؟
غادرت الناقلة النفطية CHAMPION PULA من لاغوس في نيجيريا في 25 سبتمبر 2019، ووصلت بعد 10 أيام إلى لاس بالماس لغرض شحنها. بشكل مفاجئ، اكتشفت سلطات الموانئ الإسبانية أربعة متسللين جالسين على دفة السفينة. فقد بقوا لأكثر من 10 أيام في عرض البحر بالقرب من رفاص السفينة، وبقليل من الطعام والماء. لم تكن شركة إدارة السفينة، ومقرها في النرويج على علم بوجودهم على متن السفينة، لأنه لم يكن من الممكن الوصول إلى دفتها.
على ضوء اكتشافها للمتسللين خلسة، رتبت سلطات الموانئ الإسبانية والصليب الأحمر إجراءات الفحوصات الطبية؛ وعلى الرغم من تأثرهم بالوضع الذي مروا به، فقد تبين أن حالتهم الطبية مقبولة، وأمرت سلطات الميناء السفينة بإبقائهم على متنها ولم تسمح لهم بالعودة إلى وطنهم عبر المطار. حاول كل من رابطة مالكي السفن النرويجية ووزارة الشؤون الخارجية النرويجية ونادي الحماية والتعويض المؤمنة لديه السفينة Gard، إقناع السلطات الإسبانية بالسماح لهم بالبقاء في لاس بالماس بسبب حالتهم الطبية والمخاطر العالية لوجودهم على متن ناقلة نفطية، إلا أن سلطات الميناء رفضت هذا الطلب.
فقد أبلغت الحكومة الإسبانية عن زيادة بنسبة 664% حتى الآن خلال هذا العام في عدد اللاجئين والمهاجرين من غرب إفريقيا الذين وصلوا إلى جزر الكناري، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019. وقد وصل إجمالي 11409 إلى الجزر السبع حتى 1 نوفمبر، وذلك ربما سبّب رفض السلطات قبول المسافرين غير الشرعيين. ومع إعادة المتسللين إلى السفينة، جهزتGard ثلاثة حراس أمن لحماية سلامة أفراد الطاقم ومساعدتهم؛ على سبيل المثال، مرافقة المتسللين الأربعة أثناء تجولهم على متن السفينة. بشكل عام، تمت معاملتهم بطريقة جيدة، واتُخذت تدابير السلامة لحماية الجميع على متن السفينة من فيروس كورونا.
اقرأ أيضاً: في تعيينات المحكمين البحريين: هل الإفصاح والحياد في الإدعاءات المتداخلة واجب؟ |
تدخل الشرطة
الميناء التالي للسفينة كان هيرويا في النرويج في 17 أكتوبر، بعد ذلك كانت السفينة متجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية. كان من مصلحة الجميع أن يتم إنزال المتسللين خلسة في النرويج، حيث قد يتسبب وصولهم إلى الولايات المتحدة في تعرض السفينة لغرامات محتملة واحتجاز. بمجرد مغادرة السفينة لاس بالماس، اتصلت Gard بالشرطة المحلية وشرطة الحدود في النرويج.
بالتركيز على سلامة الطاقم والجوانب الإنسانية للتجربة الصادمة التي مر بها المتسللون خلسة على الدفة، كان لا بد من إنزالهم في هيرويا. من دون أوراق أو معلومات لإثبات هويتهم الحقيقية، من الصعب جدا إعادتهم إلى أوطانهم. وفي حين أكد المتسللون غير الشرعيين رغبتهم في طلب اللجوء في النرويج، لاقت Gard تعاونا جيدا مع الشرطة النرويجية. عندما وصلت السفينة إلى هيرويا، كانت الشرطة قد رتبت وسائل النقل والمرافقة المناسبة لإنزال المتسللين غير الشرعيين وبدأت إجراءات طلب اللجوء.
مشكلة المهاجرين غير الشرعيين العالمية
تعرّف الاتفاقية الدولية لتسهيل حركة النقل البحري (FAL Convention) المتسلل بأنه “الشخص الذي يتم إخفاؤه على متن سفينة أو في شحنة يتم تحميلها لاحقا على السفينة، دون موافقة مالك السفينة أو الربان أو أي شخص آخر مسؤول، ويتم اكتشافه على متن السفينة بعد مغادرتها من الميناء، أو في الحمولة أثناء تفريغها في ميناء الوصول، ويبلغ عنه من قبل الربان للسلطات المختصة على أنه متسلل.” يمكن للمتسللين أن يكونوا مهاجرين لأسباب اقتصادية أو لاجئين هاربين من الاضطهاد. قد يؤثر سبب محاولتهم التسلل على الوضع القانوني لهم عند وصول السفينة إلى الميناء التالي، ولكنه لا يؤثر على معاملتهم على متن السفينة. يمكن أن تكون هذه القضايا معقدة ومكلفة. في كثير من الأحيان، يجب إعادة المتسللين إلى بلدهم الأصلي، الأمر الذي قد يكون صعبا عندما لا يكون لدى الشخص جواز سفر أو أوراق تدل على هويته. ستتطلب العودة إلى الوطن أيضا توفير الأمن أثناء السفر وأثناء فترات الانتظار.
في عام 2018، عالجت Gard حوالي 59 حادثة شملت 150 متسللا؛ بتكلفة إجمالية قدرها 1.4 مليون دولار أمريكي. بشكل عام، تعد العديد من الموانئ الأفريقية بؤرا لنشاط المتسللين، بما في ذلك ميناء لاغوس في نيجيريا. ويدعم ذلك أيضا أحدث البيانات حول حالات التسلل التي أبلغت عنها المجموعة الدولية لنوادي الحماية والتعويض إلى المنظمة البحرية الدولية في فبراير 2019.
اقرأ أيضاً: لماذا يرفض بعض الناقلون إظهار المعلومات التجارية على بوليصة الشحن؟ |
إجراءات وقائية
أحد المتطلبات الوظيفية للمدونة الدولية لأمن السفن والمرافق المينائية (ISPS Code) هو منع الوصول غير المصرح به إلى السفن، بما في ذلك التسلل. تتطلب المدونة إجراء تقييم لأمن السفن، حيث يجب الأخذ في الاعتبار جميع التهديدات المحتملة للوصول غير المصرح به. وتتمثل استراتيجيتها الأساسية في ضمان عدم تمكن أي أفراد غير مصرح لهم من الوصول إلى السفينة، وكذلك التأكد من صعود جميع الأشخاص المصرح لهم على متن السفينة قبل الإبحار. وتشير المدونة إلى أهمية التأكد من وجود أحد أفراد الطاقم في أي نقطة دخول تتطلب أن تكون غير مقفلة أثناء وجود السفينة في الميناء. علاوة على ذلك، يجب أن يكون هذا الفرد على دراية بالإجراءات عند صعود الزوار وعمال الصيانة والشحن والتفريغ وغيرهم من الموظفين المصرح لهم بالصعود على متن السفينة.
قبل المغادرة، يجب على الطاقم إجراء بحث شامل في جميع المقصورات وإدراج المعلومات في سجل السفينة. كما توضح حالة الناقلة CHAMPION PULA، فإن الدفة ليست نقطة وصول غير شائعة للمتسللين.
ويعد تصميم الجزء الخلفي من السفينة مع دفة مفتوحة، مثل تصميم الناقلة النفطية CHAMPION PULA، موجودا في العديد من السفن ويجب مراعاة التدابير الاحترازية التالية عند زيارة هذه السفن إلى الموانئ ذات المخاطر العالية من المتسللين:
- تغطية الفتحات المؤدية إلى مقصورة الدفة بشبكات أو قضبان فولاذية، لمنع المتسللين من الوصول إلى هذه المنطقة.
- تركيب فتحة مخصصة للكشف في غرفة معدات التوجيه والتي ستسمح بالكشف على الدفة قبل المغادرة.
- عندما تكون خزانات مياه التوازن ممتلئة، يجب فحص الدفة، عن طريق استخدام قارب الإنقاذ الخاص بالسفينة أو قارب الإرشاد قبل المغادرة.
مجلة ربان السفينة، العدد 82، نوفمبر/ ديسمبر 2022، قضية العدد، ص. 60
اقرأ أيضاً | |
|