تدشين أكبر مشروع للطاقة المتجددة في سلطنة عُمان بـ 417 مليون دولار: التفاصيل
افتتح ائتلاف مكون من أكوا باور ومؤسسة الخليج للاستثمار، وشركة مشاريع الطاقة البديلة، محطة "عبري 2"، أول مشروع ضمن برنامج الطاقة المتجددة لسلطنة عمان وفق مفهوم المنتج المستقل، كما أنه أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية تربط بالشبكة الوطنية الرئيسية، وسينتج الائتلاف طاقة متجددة على مدى 15 عاماً لصالح الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه.
ويعدّ "عبري 2" بمثابة خطوة مهمة نحو تحقيق "رؤية عمان 2040" التي تشمل ضمن ركائزها توليد 20% من الطلب على الطاقة من المصادر المتجددة بحلول العام 2030، وما يصل إلى 39% بحلول العام 2040، إلى جانب حماية الموارد الطبيعية في السلطنة.
ويمثل هذا المشروع شراكة قوية بين القطاعين العام والخاص، ويقدم مثالاً آخر على قدرة السلطنة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، في إطار بيئة قانونية وتشريعية وتنظيمية واضحة وشفافة، تحت مظلة قانون تنظيم وتخصيص قطاع الكهرباء، وفقا بيان صادر أمس.
ومن خلال ضخ استثمار بقيمة 417 مليون دولار، يعتبر "عبري 2" أكبر مشروع للطاقة المتجددة على مستوى المرافق والخدمات في سلطنة عمان.
وتم تطوير المشروع على أساس البناء والتملك والتشغيل، مع الاعتماد على تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية لتوليد 500 ميجاوات من الطاقة المتجددة. أنجز المشروع خلال 13 شهراً فقط وفق أعلى معايير الصحة والسلامة، مع 5 ملايين ساعة عمل من دون إصابات، رغم التحدّيات التي فرضتها الجائحة وتداعياتها على إغلاق الحدود وسلسلة التوريد وتوفر القوى العاملة.
وقال محمد أبونيان، رئيس مجلس إدارة أكوا باور: "كشركة تقود التحول العالمي، نحن فخورون بلعب دور رئيسي في دعم أهداف تحول الطاقة ضمن رؤية سلطنة عمان 2040. منذ دخولنا السوق العماني في عام 2011، ساهمنا بجلب استثمارات أجنبية كبيرة إليه، لأننا نؤمن برؤيتها ومستقبلها. معاً بالتعاون مع شركائنا مؤسسة الخليج للاستثمار وشركة مشاريع الطاقة البديلة، استفدنا من نقاط القوة لدينا في الاستثمارات ومن خبرات الصناعة والمعرفة التكنولوجية لتحقيق الإنجاز السريع والناجح لمشروع عبري 2، على الرغم من الظروف الصعبة التي تفرضها جائحة كورونا. أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر حكومة المملكة العربية السعودية على دعمها المستمر لتطوير وانجاز المشروع خلال وقت قياسي."
وأضاف: "بينما نتطلع إلى المستقبل، ستكون الشراكات والحلول كتلك التي قدمناها في عبري 2 حاسمة في حل المشاكل المرتبطة بتغير المناخ التي يواجهها العالم، وبالتالي ضمان بناء مستقبل أكثر اخضراراً".
وسيتمكن المشروع في ذروة قدرته الإنتاجية من توليد الطاقة الكافية لما يقرب من 50,000 منزل لتزويدها بالكهرباء، وسيسهم في تخفيف 340,000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً. إضافةً إلى توفير الطاقة النظيفة بكفاءة للشبكة الوطنية الرئيسية، سيسهم المشروع الجديد في توفير قيمة اجتماعية واقتصادية ملموسة، فضلاً عن مراعاة المحتوى المحلي، ليوفر للخريجين المحليين فرص التدريب والعمل. وفي إطار سلسلة الإمداد اللازمة للمشروع، تم التعاقد مع شركتين محليتين ناشئتين، وهما: تاج الشرق الأوسط وضياء للطاقة، لتزويد التركيبات الميكانيكية في المشروع. بالإضافة إلى ذلك ، حقق فريق تشغيل وصيانة المشروع معدل تعمين بنسبة 100٪.
وأشار المهندس يعقوب بن سيف الكيومي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه، أن هذا المشروع يصب في مصلحة الأولويات الوطنية التي حددتها رؤية عمان 2040 وهي صون البيئة واستغلال الموارد الطبيعية، وتنمية المحافظات وإشراك القطاع الخاص، وأضاف الكيومي أن هذا المشروع سيكون نقطة تحول لانطلاق مشاريع مماثلة أخرى في مجال الطاقة المتجددة ، حيث تقوم الشركة حالياً بتطوير محطتين لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية في محافظة الداخلية بطاقة اجمالية تبلغ 1000 ميجاوات بالإضافة إلى مشاريع لطاقة الرياح في محافظتي شمال الشرقية والوسطى.
من جانبه، قال يحيى بن محمد الرواحي، الرئيس التنفيذي لشركة شمس الظاهرة لتوليد الكهرباء: "إننا نرى في مشروع "عبري 2" للطاقة الشمسية الكهروضوئية إنجازاً هائلاً وأنا فخور بأن أكون جزءًا من فريق استثنائي عماني ودولي نجح في تحقيق هذا الإنجاز في فترة قصيرة لم تتجاوز ال13 شهر، في ذروة تفشي جائحة "كوفيد – 19"، وما نجم عنها من اضطرابات في سلسلة التوريد العالمية. إن تشغيل المشروع يمثل شهادة اعتماد لقدراتنا على تنفيذه، فهي تُعد أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في بلدي ، والتي تضم أيضاً الحلول التكنولوجية الأكثر تقدماُ في العالم. الأمر الذي يدعو للفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز، ومساهمتنا في ترجمة طموحات الطاقة النظيفة في عمان على أرض الواقع".
وتقع محطة "عبري "2 للطاقة الشمسية الكهروضوئية في محافظة الظاهرة، وتتألف من 1.5 مليون لوح شمسي ثنائي الوجه تقريباً، وتمتد على مساحة 13 مليون متر مربع.
وتجدر الإشارة إلى أن أكوا باور تعمل في سلطنة عمان منذ العام 2011، واستثمرت أكثر من 2.6 مليار دولار في البلاد خلال العقد الماضي. وإلى جانب هذا المشروع، تمتلك الشركة أيضاً سبعة مشاريع إضافية قيد التشغيل أو تحت التطوير في السلطنة.
المصدر: العربية