تعرضت استثمارات شركات النفط والغاز العالمية في مجالات الطاقة منخفضة الانبعاثات لانتكاسة خلال العام الماضي (2024)، مع تراجع الشركات عن أهدافها الطموحة المعلنة سابقًا. انخفض إنفاق شركات النفط والغاز العالمية في تقنيات الطاقة منخفضة الكربون بنسبة 25% إلى 22 مليار دولار في عام 2024.ولم تشكّل الاستثمارات منخفضة الكربون سوى 2.5% من إجمالي إنفاق شركات النفط والغاز خلال العام الماضي.ويتوقع التقرير استمرار انخفاض استثمارات الشركات في تقنيات الطاقة منخفضة الكربون بنسبة 10% إضافية خلال عام 2025.
أسباب انخفاض استثمارات شركات النفط والغاز
يعزى انخفاض استثمارات شركات النفط والغاز في تقنيات الطاقة منخفضة الانبعاثات إلى تراجع كبرى الشركات الرائدة في الإنفاق عن أهدافها الطموحة المعلنة سابقًا. وجاء 60% من استثمارات قطاع النفط والغاز العالمي في التقنيات النظيفة خلال السنوات الأخيرة من 4 شركات رئيسة، هي: شركة النفط البريطانية بي بي، وإكوينور النرويجية، وشل العالمية متعددة الجنسيات، وتوتال إنرجي الفرنسية.وأنفقت كل من هذه الشركات ما بين 15% و25% من إجمالي ميزانياتها على مشروعات الطاقة منخفضة الانبعاثات، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
ورغم ذلك أعلنت كل الشركات -باستثناء توتال إنرجي- تعديلات كبيرة على أهدافها السابقة المتعلقة بالإنفاق السخي على الطاقة منخفضة الكربون.على سبيل المثال، خفضت شركة النفط البريطانية بي بي حصة التقنيات منخفضة الانبعاثات من إجمالي موازنتها الرأسمالية المخططة لعام 2030، من 50% إلى ما يتراوح بين 15% و10%.
كما خفضت شركة شل العالمية متعددة الجنسيات الإنفاق المستهدف إلى 10% فقط بحلول عام 2030، مقارنة بالخطط السابقة التي تتراوح من 15% إلى 20%.أمّا شركة إكوينور النرويجية، فقد خفضت حصة الإنفاق المخطط لها في عام 2025 من 30% إلى 13% فقط، كما أعلنت تراجعها عن هدفها السابق البالغ 50% من إجمالي الاستثمارات بحلول عام 2030.
تركيب توربينات رياح بحرية بجوار منصة نفط في النرويج
ارتفاع استثمارات أرامكو وأدنوك
رغم انخفاض استثمارات شركات النفط والغاز الغربية الرائدة، فقد زاد إنفاق مجموعة أخرى من شركات النفط الوطنية في الشرق الأوسط وآسيا.
وقادت شركات أرامكو السعودية، وأدنوك الإماراتية، وبتروناس الماليزية، وسينوبك الصينية، هذا الاتجاه، إضافة إلى شركات نفط أصغر في المنطقتين.وبحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، تضاعفَ إنفاق هذه المجموعة من الشركات في قطاعات الطاقة منخفضة الانبعاثات بين عامي 2022 و2024، ليصل إلى 8.5 مليار دولار. وشكَّل هذا الرقم قرابة 3% من إجمالي الميزانيات الرأسمالية لهذه الشركات خلال السنوات الـ3 الماضية، بحسب أحدث تقرير قطاعي عن استثمارات الطاقة صادر عن الوكالة (يونيو/حزيران 2025).
الاستثمارات منخفضة الكربون حسب القطاع
ظلّت استثمارات شركات النفط والغاز في الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح مستقرة خلال عام 2024 دون تغيير عن العام السابق.وقد تَعزَّز هذا الاستثمار باستحواذ شركة إكوينور على حصة أقلية تصل إلى 9.8% في شركة أورستد الدنماركية ذائعة الصيت في مجال طاقة الرياح البحرية.وجاءت هذه الصفقة على الرغم من انسحاب عدد من شركات النفط والغاز من مشروعات طاقة الرياح البحرية حول العالم. على الجانب الآخر، شهد قطاع الهيدروجين منخفض الانبعاثات أكبر زيادة في الاستثمارات من حيث القيمة النسبية والمطلقة، مع ارتفاعها إلى 4 مليارات دولار في عام 2024.
|
اقرأ أيضاً: الصين تكمل تركيب أكبر منصة للنفط والغاز في بحر بوهاي |
وجاء أغلب هذه الزيادة من استحواذ شركة وودسايد إنرجي الأسترالية (Woodside) على مصنع أمونيا منخفض الكربون في تكساس خلال العام الماضي. بينما وسّعت شركة توتال إنرجي أصولها بمجال الطاقة الكهرومائية في أفريقيا من خلال الاستحواذ على حصص مشروعات في أوغندا ورواندا ومالاوي. أمّا شركة إيني الإيطالية، فقد عززت محفظة مشروعاتها في مجال الوقود الحيوي، عبر دخولها في مشروع مشترك مع شركة إل جي كيم (LG Chem) لإنشاء مصفاة لمعالجة وتكرير الوقود الحيوي في كوريا الجنوبية.
كما توصلت الشركة إلى اتفاق استثمار نهائي مع شركتي بتروناس الماليزية وأليوغلينا (Euglen) لبناء منشأة للوقود الحيوي في ماليزيا.على الجانب الآخر، استحوذت شركة إكوينور على حصة 45% في شركتَي تعدين تعملان بمشروعات استخراج الليثيوم في الولايات المتحدة.وبصفة عامة، ما يزال الإبلاغ عن استثمارات شركات النفط والغاز في تقنيات الطاقة منخفضة الانبعاثات محدودًا، حيث تتبنى بعض الشركات تفسيرًا موسَّعًا لمفهوم "منخفض الانبعاثات".ومن المتوقع أن تؤدي السياسات واللوائح الجديدة، مثل تصنيف الاتحاد الأوروبي، إلى مزيد من الشفافية، وفهم مستويات الاستثمار الفعلية، إضافة إلى تقييم أفضل للخطط والأهداف، بحسب الوكالة.
المصدر: الطاقة
